strong>الموالاة لاستئناف الحوار والمعارضة ترفض «تقطيع الوقت» ونصر الله يؤكّد أن كل الخيارات واردة
أرخت «حرب» الانتخابات الفرعية، وخصوصاً في المتن، بظلالها على مهمة الموفد الفرنسي جان كلود كوسران، في يومها الثاني، تحضيراً لزيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى لبنان نهاية الأسبوع الجاري.
وعلمت «الاخبار» أن بعض من التقاهم كوسران امس نصحوه بإرجاء زيارة كوشنير الى ما بعد إجراء الانتخابات خشية أن تواجه الفشل نتيجة انشغال الموالاة والمعارضة في معركة «الخيارات» التي يتوقف عليها سقوط خط سياسي ونجاح آخر، فيما عُلم أن وزير الخارجية الفرنسي سيحاول إقناع رئيس مجلس النواب نبيه بري بدعوة قادة الصف الاول الى طاولة الحوار، بعدما تمنى معظم القادة الذين التقاهم الموفد الفرنسي أن يبادر بري بالدعوة الى الحوار. لكن رئيس المجلس الذي تلقى هذه الأصداء أكد أمام زواره امس «ان الحوار من أجل الحوار مضيعة للوقت لأن فشله سيزيد من تيئيس اللبنانيين ولا يوصل الى نتيجة»، مضيفاً انه «دائماً من دعاة الحوار والتشاور، وينتظر تبلور معطيات مشجعة وتفاهمات، أقله على العناوين، حتى يبادر الى الدعوة الى طاولة الحوار، ثم يدعو الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لإلباس الحل عباءة عربية». وعلمت «الأخبار» أن موسى الذي من المقرر أن يزور بيروت قبل العاشر من الشهر المقبل سيزور دمشق أيضاً.

جولة كوسران

وقد شملت جولة كوسران أمس كلاً من الرئيس أمين الجميل والنائبين ميشال المر ووليد جنبلاط والوزيرة نائلة معوض، وقائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع. واجتمع مساءً مع وفد «حزب الله» الذي ضم الوزير محمد فنيش ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب نواف الموسوي في مكتب الأخير في الضاحية.
وعلمت «الأخبار» أن الموفد الفرنسي طرح خلال اللقاء مجموعة أفكار يتعلق بعضها بعقد جولة جديدة من الحوار وبرزمة واحدة للحل، ونقل في هذا المجال طرح فريق الموالاة الربط بين تأليف حكومة الوحدة الوطنية وانتخابات رئاسة الجمهورية، وقد رد فنيش والموسوي بأن هذا الطرح غير قابل للتنفيذ لأن الفريق الآخر ربط في السابق بين الحكومة والمحكمة، وبعد إقرار المحكمة في مجلس الامن لا يزال يرفض تأليف حكومة الوحدة الوطنية.
وقالت مصادر «حزب الله» إن فنيش والموسوي ردا على اقتراح عقد طاولة حوار بأن «لا فائدة من الحوار إذا استمر بغية تقطيع الوقت»، وسألا: «ما المانع من أن يحصل هذا الحوار على طاولة مجلس الوزراء في ظل حكومة وحدة وطنية؟ وما دام العماد ميشال عون يُعترف به شريكاً أساسياً في الحوار فلماذا لا يحق له أن يكون شريكاً أساسياً في حكومة اتحاد وطني تكون المكان الطبيعي للحوار في كل القضايا؟». وخلصا الى أن الحزب والمعارضة لن يقبلا بحوار من أجل تقطيع الوقت لتبرير عدم تأليف حكومة وحدة وطنية، وأن «التسويات والتفاهمات يمكن أن تحصل على طاولة مجلس الوزراء».
وفي المقابل، أعلن الجميل أنه أعرب للموفد الفرنسي عن قلقه «من أن تكون الحكومة التي تطالب بها المعارضة بديلاً من انتخابات رئاسة الجمهورية»، وحاول جعجع التقليل من أهمية الزيارة المرتقبة لكوشنير بقوله إن الأخير «لا يحمل معه حلولاً معينة». وأكد المر «أن المواضيع الأساسية التي ستطرح خلال زيارة كوشنير هي نفسها وعلى رأسها حكومة الوحدة الوطنية»، مستبعداً عقد لقاء حواري يجمع قادة الصف الأول أثناء الزيارة. ونقل بعض الذين التقوا كوسران عنه تأكيده أن الجانب الفرنسي يسعى بالحد الأدنى الى إحياء الحوار بين الموالاة والمعارضة على مستوى الصف الثاني في قصر الصنوبر، إذا تعذر جمع قادة الصف الاول.
وفيما تراوح الأزمة مكانها، أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في حديثه الى قناة «الجزيرة» أن المخرج من الأزمة الحالية هو في تأليف حكومة وحدة وطنية، مكرراً أن «حزب الله لا يريد أي وزير». وعما اذا كان البلد متجهاً الى حكومتين، أو الى حكومة انتقالية، أجاب «كل شيء وارد وكل الأمور تجري مناقشتها حالياً».
(التفاصيل)

انتخابات المتن

الى ذلك، تواصلت الاستعدادات للانتخابات الفرعية في دائرة المتن الشمالي وسط سخونة ملحوظة، إذ شنّ الجميل حملة عنيفة على العماد عون الذي غادر الى ألمانيا، واتهمه بأنه «هاوي حروب الإلغاء»، قبل أن يلتقي المطرانين بولس مطر وسمير مظلوم موفدين من البطريرك الماروني نصر الله صفير للقيام بوساطة تجنّب المتن معركة انتخابية. وعلم أن مطر التقى قبل زيارته الجميل عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان على أن يلتقيا مجدداً اليوم.
وعلمت «الأخبار» أن التيار الوطني الحر يعمل على خطين: الاول تحضير ميداني مكثف لعمل الكوادر على صعيدي التجييش ومتابعة المعلومات المتوافرة عن الدعم المالي الذي يعتزم تيار «المستقبل» تقديمه للرئيس الجميل، والثاني خوض المعركة تحت شعار استعادة صلاحيات رئاسة الجمهورية والاعتراض على تهميش المسيحيين.
وقال كنعان لـ«الأخبار» إن مجال التسوية والتوافق بين التيار والجميل لا يمكن أن يتحقق في ظل التوتر السائد، وإن التيار «يترقب قرار مجلس شورى الدولة وخصوصاً لجهة تجاوز صلاحيات رئيس الجمهورية في مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، وإن الاحتمال الوحيد للاتفاق مع الجميل سياسياً هو أن يلتزم الدفاع عن صلاحيات رئاسة الجمهورية والاعتراض على تهميش المسيحيين، فمعركتنا ليست معركة مقعد نيابي ولا تحركها الخلافات الشخصية التي نتمنى أن تزول لما فيه مصلحة المسيحيين ولبنان، وهذا يصب أيضاً في خانة احترام موقف البطريرك صفير الذي أعلن تفضيله عدم إجراء الانتخابات في الظروف الراهنة».