باريس ـــ بسّام الطيارة
أقحم انتصار المرشح اليميني نيكولا ساركوزي فرنسا في عهد جديد ومتغيرات كثيرة سواء على صعيد السياسة الداخلية أو الدبلوماسية والعلاقات الدولية، التي كانت ملامحها الأولى واضحة: تعهد بأن يبقى «دائماً إلى جانب الأميركيين». انتصار، تحقق بعملية اقتراع شهدت إقبالاً قياسياً (83 في المئة)، وأثار حالة من «الانتعاش» في إسرائيل، التي رأت فيه حليفاً لن ينحاز إلى قضايا العرب (التفاصيل).
ويتفق المراقبون على أن وصول ساركوزي لرئاسة دولة كبرى في أوروبا «يعوض» واشنطن خسارة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الذي يترك الحكم خلال اسابيع.
إلا أنه لا يمكن تحسس التغيير الذي ينتظر فرنسا إلا بعد فترة قصيرة من وضع آلية الحكم واستناداً إلى الأشخاص الذين سيعتمد عليهم الرئيس الجديد، إذ ثمة فرق كبير إذا «عاد» ألان جوبيه إلى وزارة الخارجية أو «سلمت» إلى بيار لولوش المعروف بمواقفه الأطلسية. أما على المستوى الداخلي، فقد كرس انتخاب ساركوزي تمسك فرنسا بيمينيتها. بل إن الرئيس المقبل احتكر تمثيل هذا اليمين. أما الحزب الاشتراكي، الذي منيت مرشحته سيغولين رويال بالهزيمة، فينتظر أن يشهد حراكاً خلال الفترة المقبلة، استعداداً لخوض الانتخابات التشريعية الشهر المقبل. اقتراع سيكون اختباراً جدياً للرئيس الجديد، ولليسار الفرنسي، الذي سيبقى لخمس سنوات إضافية خارج الحكم.