تحاول الإدارة الأميركية أن تنأى بنفسها عن إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، فهي تتنصل من التوقيت ومن ملابسات تنفيذ العملية التي قالت إنها كانت ستجريها بطريقة «مختلفة» لو عاد الأمر لسلطتها، وتلقي باللوم على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي قالت إنه كان يخشى تفلت صدام من حبل المشنقة لسبب أو لآخر.وتعمل إدارة جورج بوش على الإسراع في نقل السلطات الأمنية إلى العراقيين، في محاولة للتملص من المسؤولية عن الحرب المذهبية المستعرة فيه منذ أن وطئت أقدام قوات الاحتلال الأميركية أرض الرافدين. بل هي باتت تدعو الحكومة العراقية علناً، والشيعة ضمناً، إلى الانفتاح على سنة العراق، موحية بأن سلطات بغداد هي المسؤولة الوحيدة عن إقصائهم.
تبدو واشنطن كأنها تستعجل إلقاء كرة النار في أحضان «حلفائها» العراقيين، التي يرجح أن تعبر عنها «الاستراتيجية الجديدة» التي سيعلنها بوش قريباً.