strong>السنيورة يعد لباريس ـ 3 وجلسة دسمة لحكومته وتحضير لانتخابات المتن دون الحاجة إلى مرسوم
ضآلة الحشد في اعتصام الاتحاد العمالي العام امس فتحت الباب امام اسئلة عن مدى ترابط البرنامج السياسي للمعارضة ببرنامج إصلاحي جدي، علماً بأن السلطة اهتمت بشيء آخر يتصل بما تسمّيه تراجع القدرة على التعبئة والحشد من جانب خصومها في الشارع، بينما حرصت قوى المعارضة على القول إن التظاهرات سوف تستمر تصاعدياً وفق برناج أُعد لهذه الغاية.
وكشفت مصادر المعارضة ان البحث “بدأ في سبل إعادة تكوين السلطة منطلقين من مسلّمة أن فريق السلطة بات قاب قوسين من الانهيار الكامل”، مع إشارة الى قرار الرئيس فؤاد السنيورة عقد جلسة للحكومة الأسبوع المقبل وعلى جدول أعمالها 169 بنداً في ما يشير الى أنها قد تكون “جلسة التفليسة”. وكشف المصدر أن اعتصام الاتحاد العمالي عند تقاطع العدلية المتحف فرن الشباك كان المقصود منه إقفال هذه المنطقة، وهذا ما حصل فعلاً. أما اليوم فإن المتظاهرين سيتوجهون الى وزارة الطاقة والمياه في سيارات “الفان” على أن يكون الحشد كبيراً غداً أمام وزارة التربية وصولاً الى بعد غد الجمعة حيث ستُقفل المنطقة التي تضم مصرف لبنان ووزارة الداخلية في محلة الصنائع.
وكان اللافت امس جولة السفير الأميركي على كل من الرئيس عمر كرامي والوزير مروان حمادة والنائب ميشال المر، والتزامه الصمت بعد هذه اللقاءات جرياً على عادته منذ عودته الأخيرة من واشنطن. لكن كرامي نقل عنه قوله له إن الوضع السائد في لبنان لا يجوز أن يستمر. وعلم أن فيلتمان قال إنه لا يجوز أن ينقطع الحوار بين الاطراف المتنازعين، وان كرامي رد عليه: “الحوار لا يمكن ان يؤدي الى نتيجة بعد التجربة التي مررنا بها في الفترة السابقة وان ما تطلبه المعارضة هو المشاركة لأنه في ضوء ما حصل اتضح ان هناك اكثرية حقيقية في مواجهة السلطة يجب ان تؤخذ في الاعتبار، ويجب ان تكون المعارضة مشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية”. كذلك اثار السفير الاميركي موضوع باريس ــــــ3 فسمع من كرامي “اننا لا نستطيع ان نأتمن هذا الفريق الحاكم على مبالغ من المال تصرف هدراً، وأما في موضوع التخصيص فما زالت قضية الهاتف الخلوي شاخصة أمام أذهاننا”.
وكان تحرك الاتحاد العمالي المدعوم من المعارضة قد تزامن مع موقف مصري عبّر عنه وزير الخارجية احمد ابو الغيط ببيان مكتوب حذر فيه من عواقب وخيمة أمام “انجرار القوى السياسية اللبنانية الى حسابات خاطئة”. وشدد على “اهمية الامتناع عن أي تحركات يمكن للجماهير المستنفرة منذ فترة أن تفهمها باعتبارها استفزازاً طائفياً”. وقال إن اللبنانيين “ينبغي ان يحاولوا الاستفادة من ميزة الدعم الدولي المعروض بالأسلوب الذي يساعد جميع اللبنانيين على مواجهة المصاعب التي نتجت عن حرب الصيف الماضي”.
وتزامن موقف ابو الغيط مع اجتماع عقده السنيورة مع السفيرين السعودي والمصري عبد العزيز خوجة وحسين ضرار، أطلعهما خلاله على تطورات المواجهة بين السلطة والمعارضة، وتحضيرات مؤتمر باريس ــــــ3. وقال خوجة لـ“الأخبار”: إن الحل للأزمة القائمة يكمن في جلوس الطرفين الى طاولة الحوار والعمل على إعادة بناء الثقة المفقودة بينهما، واللبنانيون هم أدرى بمشاكلهم وبكل ما يخصهم وبهمومهم وبمستقبلهم واقتصادهم. وأمل المملكة العربية السعودية وملكها هو ان تجلس القيادات اللبنانية بعضها مع بعض وتناقش كل القضايا والمشاكل، والمملكة على ثقة بأنهم سيصلون الى اتفاق لأنهم جميعاً على درجة واحدة ومن حبهم لوطنهم، ولا يستطيع أحد من الخارج ان يوجد الحل المطلوب إذا لم يكتشفوه هم بأنفسهم”.
ويجتمع اليوم في باريس فريق خبراء للتحضير لمؤتمر باريس ــــــ٣ المنتظر انعقاده في ٢٥ من الشهر الجاري في حضور حوالى ٣٠ دولة وكبريات المنظمات المالية الدولية، في الوقت الذي رأت فيه فرنسا أن تحركات المعارضة لا تؤثر على المؤتمر. وقال بيان تلاه ناطق باسم وزارة الخارجية “ليس لدينا شعور بوجود معارضة كبيرة لمبدأ انعقاد المؤتمر بحد ذاته”. وفي إجابة عن سؤال لـ“الأخبار” عما إن كانت فرنسا ترى أن “الوضع في لبنان طبيعي” رأى الناطق “أن الوضع اللبناني معقد”، لكن هذا لا يمنع “من العمل على إنجاح مؤتمر باريس ــــــ٣ لمساعدة لبنان واللبنانيين”.
انتخابات المتن
وفي خطوة مفاجئة نقل الوزراء مروان حمادة ونائلة معوض وخالد قباني الى الرئيس امين الجميل، طلباً تقدم به رئيس الحكومة من المراجع الدستورية المختصة لوضع المخرج الممكن لإجراء الانتخابات الفرعية لملء المركز النيابي في المتن الشمالي الذي شغر باستشهاد النائب بيار الجميل من دون صدور مرسوم، ما دام رئيس الجمهورية إميل لحود يرفض توقيع أي مرسوم لاتهامه الحكومة بفقدان شرعيتها ودستوريتها. وتبلغ الجميل الذي يسافر اليوم الى اسبانيا أن الوزير قباني ووزارة العدل كلفا بهذه المهمة، وأن الفتوى ستصدر قريباً. ورفض الوزير قباني الاشارة الى المخرج الدستوري الذي سيعتمد. وتجدر الاشارة الى ان حزب الكتائب رشح الرئيس الجميل للانتخابات الفرعية، بينما لم يحدّد التيار الوطني الحر موقفه النهائي من هذا الأمر.