واشنطن ــ الأخبار
حاصرت الإدارة الأميركية أمس الدعوات المتزايدة لفتح قنوات حوار مع إيران وسوريا بشأن العراق والشرق الأوسط، لتعلن تراجعها عن السعي إلى إجراء اتصال مباشر مع طهران ودمشق، كان قد أعلن عنه البيت الأبيض أول من أمس، بعد ساعات من لقاء الرئيس الأميركي جورج بوش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.
وقال بوش إن سياسته نحو سوريا «واضحة»، وأضاف: «أولاً، إننا نتوقع من السوريين أن يكونوا خارج لبنان حتى يمكن للديموقراطية اللبنانية أن تحلّ. وثانياً، أن يتوقفوا عن رعاية الإرهابيين ودعم هؤلاء الراديكاليين الذين يسعون إلى وقف الديموقراطية في الشرق الأوسط. وثالثاً، أن يساعدوا الديموقراطية الناشئة في العراق على النجاح».
وقال بوش: «إن الرئيس السوري (بشار الأسد) يعرف موقفي، ولدينا سفارة في سوريا وموقفي واضح. نريد حدوث تقدم نحو السلام من قبل السوريين».
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، إن الولايات المتحدة تراجعت عن سياستها للسعي لإجراء اتصالات مباشرة مع إيران بشأن سبل تخفيف حدة العنف في العراق، مشيراً إلى أن طريقة الاتصال هذه “لم تنجح لمجموعة مختلفة من الأسباب”.
وجاء الإعلان الأميركي قبل كلمة مقررة لرئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، دعا فيها إلى تغيير الاستراتيجية في العراق من ضمن “استراتيجية شاملة في الشرق الأوسط”، قائلاً إن الإرهاب “بدّل طبيعة الحرب في العراق”.
وقال بلير، في كلمة في وسط لندن التجاري لمناسبة حفل سنوي نظمه عمدة العاصمة البريطانية: “بما أن الوضع يتطور (في العراق)، على استراتيجيتنا أن تتطور أيضا لتواكبه”.
ودعا بلير إلى مقاربة شاملة للوضع في المنطقة، مشيراً إلى أن الأولوية ليست سوريا وإيران، بل “على العكس علينا أن نبدأ بإسرائيل وفلسطين، هذا هو لب المشكلة. وعلينا بعد ذلك أن نحقق تقدماً في لبنان”.
وقال بلير إن “الرد على الوضع في العراق يكمن في القسم الأكبر منه خارج هذا البلد، في المنطقة برمتها حيث تنشط القوى ذاتها، حيث تمتد جذور الإرهاب الشامل وينمو التطرف”.
وحض بلير إيران على “القيام بخيار استراتيجي لتجنب التعرض للعزلة”. وأشار إلى أن قيام “شراكة جديدة لا يزال ممكناً إذا قامت إيران بخيار استراتيجي واضح وهو مساعدة عملية السلام في الشرق الأوسط والتوقف عن دعم الإرهاب في لبنان والعراق واحترام واجباتها الدولية”.
وفي العراق، أوصى بلير “بتفويض مزيد من السلطات إلى القادة العراقيين” على الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية من خلال “تعزيز التدريب والتجهيز والقيادة والسيطرة لدى الجيش العراقي”.
وكان رئيس الوزراء الأوسترالي جون هوارد قد انضم إلى المعسكر الداعي إلى فتح حوار مع سوريا وإيران والشرق الأوسط. وقال إنه “منفتح على الاقتراحات بأن على التحالف إجراء محادثات مع جارتي العراق في مسعى لوقف العنف”، لكنه أضاف إنه “ليس مقتنعاً بأن الأمر سينجح”.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)