وسط تغييب الانتخابات الطالبية وسباقات الاستئثار بين الأحزاب السياسية، يبحث نادي «نبض الشباب» في الجامعة اللبنانية عن فسحة للعمل والتعبير يخرج من خلالها الطلاب من حالة الخمول ومناخ الصراعات الوهمية الذي يقسمهم ويصادر دورهم في الدفاع عن حقوقهم نحو تطوير الجامعة والواقع الطلابي فيها.
النادي تأسس بعيد الحراك المدني في عام 2015 حين تنبّه بعض المشاركين إلى انكفاء معظم طلاب الجامعة عن الانخراط في الشأن العام سواء عبر مجموعاتهم السياسية أو أنديتهم الطلابية. أخيراً، حضر النادي في التحرك الطلابي الحاشد في مجمع الحدث الجامعي ليطالب باستقلالية الجامعة في إدارة شؤونها ورفض خصخصة خدماتها.
«نبض الشباب» نادٍ طلابي مستقل، بحسب الناشط تيسير الزعتري، وقد جاء ضد تغييب دور الطالب والطالبة ـ الفرد في تحديد مصيره/ها في الجامعة، «فنحن لا نريد أن نكون أفراداً على الهامش، أفراداً بلا قيمة»، مشيراً إلى أننا «نسعى لإيجاد مناخ جامعي بات ضرورة ملحة على كل صعيد سياسي اجتماعي ثقافي فني توعوي رياضي».

وقال: «نريد أن نحمل معاً همومنا كطلاب جامعتنا، نتوحد خلفها وأن تربطنا العلاقات الإنسانية التي لا تحدّها حدود الطائفية».
ويشرح أن النادي موجود في كليات عدة في الجامعة في بيروت وطرابلس وفرن الشباك والنبطية. وهو اليوم يصوّب باتجاه أهداف محددة تتمثل بصورة أساسية «بوضع قانون للأندية ومنع الطريق على أي كلام يتعلق بالتذرع بالرخص للتضييق على نشاطاتنا ومن ثم محاولة تأسيس اتحاد لأندية الجامعة اللبنانية يجمعنا مع الأندية المستقلة الأخرى».

نريد أن نحمل معاً همومنا كطلاب ونتوحد خلفها

سيركز النادي أيضاً، كما يقول الزعتري، على البرامج الجديدة لكلية العلوم التي ترهق الطالب من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءً وتمنعه من الانخراط في أي نشاط غير أكاديمي.
وتبقى الانتخابات الطالبية بنداً أساسياً على جدول أعمال النادي، ففي سنة التأسيس نظم أعضاء النادي حملة «طارت» ركزوا فيها على القانون الانتخابي وسيعودون إلى فتح الملف عبر التصويب على حقوق الطلاب في الانتخابات.
نشاطات كثيرة نظمها النادي واستقطبت، بحسب الزعتري، «الأكثرية الصامتة» من الطلاب الذين لا يريدون أن ينضووا تحت أي إطار سياسي. ومن هذه النشاطات المسرح التفاعلي ورحلات ترفيهية وحملة «مكتبة لكل طالب» وهي عبارة عن معرض كتب نظمه النادي أخيراً بالتعاون مع دار الفارابي، إذ تم خفض أسعار الكتب إلى 5000 ل.ل بهدف إتاحة الفرصة للطالب باقتناء الكتاب الذي يريد، نسبة إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه. وتنتقل هذه الحملة إلى فروع في النبطية وصيدا وسن الفيل وطرابلس.
النادي يصدر نشرة نصف فصلية هي منبر مفتوح لكل الطلاب على اختلاف توجهاتهم السياسية.