مقالات مرتبطة
-
تكثيف التحشيد "القاعدي" و"الداعشي" إلى مأرب رشيد الحداد
تضع الاندفاعة اليمنية الحالية نحو مأرب الجانب السعودي ومِن خلفه واشنطن أمام تحدٍّ صعب
وتضع الاندفاعة اليمنية الحالية نحو مأرب الجانب السعودي ومِن خلفه واشنطن، أمام تحدٍّ صعب، بعدما كان الرهان على فشل «أنصار الله» في السيطرة على مركز المحافظة، من خلال استنزاف طرفَي المعركة أي حزب «الإصلاح» (الإخوان) و«أنصار الله»، وبالتعويل على افتقار الأخيرة إلى الحاضنة الشعبية هناك. كان في تقدير «التحالف» أنه مع مرور أكثر من شهرين على بدء الهجوم، استطاعت القبائل والفصائل الموالية له امتصاص عنصرَي المفاجأة والضغط الهائل والسريع من قِبَل الجيش و«اللجان»، ما يعزّز احتمالية خسارة صنعاء في هذه المعركة. وجهدت السعودية، في الأيام الماضية، في إبقاء المعركة ثابتة في خطوط القِتال الحالية، مُعوِّلة على ثبات وكلائها في الميدان، مع الاستمرار في إرسال التعزيزات العسكرية من المحافظات إلى الخطوط الأمامية، وتَواصل الدعم المالي والتسليحي والغطاء الجوّي من الرياض. لكن كما في كلّ مرّة، لم تتوافق حسابات المملكة مع ما يجري على الأرض. إذ إن من شأن كسر خطّ الدفاع الأخير لقوات هادي منْع حالة الاستنزاف، ووضْع حدّ لتفوّق سلاح الجوّ السعودي. أمّا في ما يخصّ الحاضنة الشعبية، فقد عكست الأسابيع الماضية فشل الرهانات السعودية، حيث بات سكّان مأرب أقرب إلى قوات صنعاء منهم إلى أيّ طرف آخر، فيما انخرط الكثير من شباب القبائل في القتال في صفوف «أنصار الله»، توازياً مع استمرار جهود الوجهاء والشيوخ لتسليم المدينة من دون قتال. وبحسب المعلومات، فإن الكثير من المجاميع العسكرية والقبلية، التي كانت لا تزال تقاتل في صفوف العدوان، أبدت جهوزية للانضمام إلى الجيش و»اللجان» في الوقت المناسب.
وفي السياق ذاته، يضع هجوم قوات صنعاء على مأرب الإدارة الأميركية الجديدة في موقف حرج للغاية، إذ تدرك الأخيرة أن هذه المعركة لن تُحدّد الرابح والخاسر في اليمن فحسب، بل في المنطقة والإقليم برمّته. وكان المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، قد حذّر، منتصف الأسبوع الجاري، أمام أعضاء في الكونغرس، من أن الهجوم على مأرب الغنية بالغاز يشكّل «أكبر تهديد لجهود السلام»، معتبراً أنه إذا لم يتوقّف القتال هناك «فسيؤدي إلى موجة أكبر من المعارك والاضطرابات».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا