الرهان على قابلية تحقق مسعى بو صعب يرتبط بخصوصية العلاقة التي تجمعه بعين التينة فضلاً عن مسار التوافقات الساري بين التيار الوطني الحر وحركة أمل منذ الانتخابات النيابية. ربطاً بذلك، يحاول بو صعب تأمين اختراقات في مجموعة ملفات عالقة، تتراوح وفق معلومات رسمية بين 6 و 7 ملفات، على أن يأتي الحل ضمن «سلة متكاملة». وعلمت «الأخبار» أن من بين الملفات التي يعمل عليها بو صعب إلى جانب الترقيات في الأسلاك العسكرية، «مأمورو الأحراش» الذين اجتازوا امتحانات مجلس الخدمة المدنية ورفضت رئاسة الجمهورية توقيع مرسوم تعيينهم منذ أكثر من 3 أعوام بذريعة عدم «مراعاة التوازن الطائفي»، و«تعيينات محاكم التمييز» الذي يمتنع وزير المال يوسف الخليل عن توقيعه بطلب من بري، ما أدى إلى تجميد مراسيم تعيين 6 رؤساء غرف تمييز، كان مجلس القضاء الأعلى قد تمكن من تسميتهم قبل أشهر، بعد المشكلة التي أضيفت إلى المشكلة الأساسية شكوى الرئاسة الثانية من «الإخلال بالتوازن الطائفي» في الهيئة العامة لـ«محكمة التمييز» بعد فتوى استثنائية صدرت قبل سنوات وأجازت تعيين قاضٍ مسيحي آخر ليترأس الغرفة الأولى بدلاً من رئيس مجلس القضاء الأعلى، ما رفع أعضاء الهيئة العامة إلى 11 (6 مسيحيين و 5 مسلمين) بدل أن يكونوا مناصفة، وهي القاعدة التي اعتمدت في التعيينات الأخيرة التي صدرت.
من بين الملفات المطروحة ترقيات الأسلاك العسكرية ومأمورو الأحراش وتعيينات محاكم التمييز
وقالت مصادر مطلعة على المشاورات لـ«الأخبار» إن أحد الحلول المطروحة لتسوية الخلاف تقوم على تخفيض عدد الغرف من 11 إلى 10 فيكون رئيس مجلس القضاء الأعلى رئيساً لإحدى الغرف، والعودة بالتالي إلى نص القانون الأساسي، أو الاحتكام إلى خيار ثانٍ يقضي بالعودة إلى 10 غرف من دون أن يتولى رئيس مجلس القضاء الأعلى رئاسة أي غرفة إنما ينتدب قاضياً بدلاً عنه للنظر بالقضايا.
نجاح بو صعب في تأمين خرق في هذا الملف يرمي الكرة عملياً في ملعب رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود الذي هو الآن محل شكوى غالبية القوى السياسية. كذلك يؤسس الخرق لبداية الحل في الملفات الأخرى. وعلم أن بو صعب قد كلف بالمهمة من قبل الرئيس عون وهو زار عين التينة قبل أيام، وتطرق إلى الحلول المطروحة مع الرئيس برّي.