تهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله باستهداف المنشآت النووية الاسرائيلية وتوابعها كان غير تقليدي. بلغ التهديد مستويات لم تواجهها إسرائيل في تاريخها، حتى من قبل حزب الله نفسه، أو من قبل قوى إقليمية أخرى. إلا أن تعقيب رئيس الحكومة الاسرائيلية على التهديدات، لم يخرج عن دائرة الحد الادنى من التوقعات، إذ اكتفى بما يكرره العدو حول الإشارة الى قدرة إسرائيل وحزمها ونياتها باستهداف نصرالله ومطاردته.
تهديد رئيس حكومة العدو، أمس، الامين العام لحزب الله، يرتبط بإدراك تل أبيب ونتنياهو أن ليس من مصلحة الجمهور الاسرائيلي تحديداً أن يقابل رسائل التهديد الصادرة عن نصرالله برسائل تهديد حادة مشابهة، إذ من شأن ذلك أن ينعكس سلباً على الداخل الاسرائيلي، ويرفع حدة التوتر لدى المستوطنين درجات، فضلاً عن أن التهديدات الصادرة من لبنان جاءت على خلفية الردع والرد على تلويحات إسرائيل المتكررة باستهداف الكيان اللبناني واللبنانيين، دولة ومواطنين ومؤسسات.
أمس، اكتفى نتنياهو باستعراض قوة إسرائيل، وتوجيه تهديد غير مباشر باستهداف نصرالله، رداً على التهديد باستهداف الأمونيا في خليج حيفا واستهداف المنشآت النووية الاسرائيلية وتوابعها، إذ قال رداً على سؤال: «أما في ما يتعلق بتهديدات نصرالله، فأقترح عليه أن لا يختبر عزم إسرائيل، وهو يعرف جيداً لماذا هو في مخبئه».
الى ذلك، واصلت تل أبيب أمس، كما في الايام الماضية، بثّ رسائل التهديد غير المباشرة بالحرب على لبنان، عبر استعراض قدراتها الدفاعية والهجومية للحرب المقبلة. وذكرت القناة العاشرة العبرية، في تقرير لها، أن بناء الخط الدفاعي على امتداد الحدود مع لبنان تقرر أن يكون بارتفاع تسعة أمتار، وتحديداً في المقاطع الاكثر خطراً من تسلل عناصر من حزب الله الى المستوطنات الاسرائيلية القريبة من الحدود. وأشارت القناة الى أن الاشغال بدأت بالفعل في المقاطع القريبة من مستوطنة مسكافعام وعدة نقاط أخرى على الحدود، لافتة الى أن الخط الدفاعي من شأنه أن يعالج إمكان تسلل حزب الله، إضافة الى تصعيب العمل على نيران القناصة.
وأشار مراسل القناة للشؤون العسكرية، أور هيلر، الى أن الجيش الاسرائيلي يعمل على استكمال جاهزية خوض «حرب لبنان الثالثة»، وهو يسمع ويدرك جيداً التهديدات الصادرة عن الامين العام لحزب الله. وأضاف أن الدوائر الاستخبارية المختصة في الجيش تعمل بشكل دائم على تحليل تجربة حزب الله في سوريا والقتال الذي تخوضه وحداته العسكرية هناك، وضمن هذا الإطار «يستعد الجيش لما يمكن أن يعدّه نصرالله للحرب المقبلة، مثل تسلل مئات من المقاتلين الى إحدى المستوطنات واحتلالها».
ونقل المراسل عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن خط السياج والجدار على الحدود اللبنانية يختلف تماماً عن مثيله على الحدود المصرية أو الاردنية، حيث يهدف الى منع عمليات تسلل مهاجرين أو مهربين. أما السياج والجدار مع لبنان فهما جزء من استعداد الجيش للحرب المقبلة، ولهذا السبب تعمل وحدات الهندسة على تغيير الطابع الطوبوغرافي للمنطقة الحدودية، عبر جرف الاراضي وتحويلها الى جروف شاهقة، يصعب على حزب الله تجاوزها.