بول الأشقر على عكس توقعات جميع استطلاعات الرأي التي رجحت نتائج متقاربة جداً بين المرشّح للرئاسة الكولومبية عن التيار «الأوريبي» خوان مانويل سانتوس، ومنافسه «الأخضر» أنتاناس موكوس، دلت نتائج الدورة الأولى من رئاسيات كولومبيا، التي أجريت أول من أمس، على أن سانتوس خطا خطوة كبيرة جداً باتجاه الرئاسة بعدما نال 46.5 في المئة من الأصوات، فيما لم ينل موكوس إلا 21.5 في المئة. وحل ثالثاً «الأوريبي» المنشق جرمان فرغاس ييراس بـ10 في المئة من الأصوات ورابعاً اليساري غوستافو بيترو بـ9 في المئة. أما مرشحا الأحزاب التقليدية، المحافظة نويمي سانين والليبرالي رافائيل باردو، فحلا خامساً وسادساً.
وجرت الانتخابات بهدوء نسبي لم تتخلله إلا اشتباكات متفرقة بعيداً عن المدن بين القوى المسلحة ومنظمة «الفارك» اليسارية، أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وبعكس ما حصل قبل شهرين إثر الانتخابات النيابية، صدرت النتائج بسرعة مذهلة.
استطلاعات الرأي لم تخطئ فقط في تحديد هوية الفائز والفارق بينه وبين الثاني، بل أيضاً في نسبة المشاركة التي رجّحتها بأنها قياسية وأتت «أكثر من عادية»، إذ بقيت نسبة المشاركة تحت عتبة الـ50 في المئة.
والسبب وراء خطأ دوائر الإحصاء، قد يكون محدودية العيّنات التي لم تصل إلى المناطق النائية، واقتراع مكتوم لمصلحة «الأوريبية» لم يفسح عن أفضليته في الاستطلاعات، وفي المقابل اقتراع افتراضي، وخصوصاً شبابي لمصلحة موكوس، لم يترجم في صناديق الاقتراع، فضلاً عن تدخل الرئيس ألفارو أوريبي المباشر في الأسبوع الأخير، وخصوصاً بعد ارتفاع وتيرة انتقادات موكوس والتغييرات التي أدخلت على حملة سانتوس من خلال التصاق صورته بصورة الرئيس.
ومن جهة أخرى، تدخل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، الذي هدد بقطع كل العلاقات مع كولومبيا قبل أن يليّن موقفه، قائلاً إنه سيعترف بالرئيس الجديد «أيّاً كان الفائز».
وأهدى سانتوس فوزه إلى الرئيس أوريبي قائلاً: «هذا هو فوزك»، فيما أخفى موكوس خيبته قائلاً: «المعجزة أننا انتقلنا إلى الدورة الثانية بترشيح لم يكن قائماً قبل شهرين. والآن تبدأ معركة جديدة».
إلا أن شمولية فوز سانتوس، الذي تقدم في 31 من أصل 32 محافظة، بما فيها بوغوتا، حيث انتخب موكوس عمدة لمرتين تدل على أن الاقتراع أتى في النهاية متطابقاً مع شعبية أوريبي المرتفعة ومع نتائج الانتخابات النيابية قبل شهرين، حين حل حزب سانتوس أولاً، ما يجعل قلب النتيجة في منتهى الصعوبة بعد ثلاثة أسابيع. كذلك وسعت النتائج هامش المناورة لدى سانتوس وحررته من تحالفات ملزمة، وقد وعد فور صدور النتائج بتأليف «حكومة وحدة وطنية تضم أيضاً نخبة المعارضين».