خاص بالموقع - ذكر مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية ومسؤولون عن مكافحة الإرهاب، أن شبكة تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا زادت فعاليتها ونشاطها وعديدها، ما يهدد بزعزعة الاستقرار في منطقة الصحراء.والجماعة، التي تطلق على نفسها اسم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، هي فصيل صغير ومعزول إلى حد كبير، مؤلف من بضع مئات من المناصرين، معظمهم من المتشددين المتمركزين في الصحراء الشاسعة في شمال مالي. لكن بوادر تصعيد النشاط لتعزيز إمكانات النمو يقلق المحللين.
وينظر مسؤولون أميركيون ومحللون في مكافحة الإرهاب إلى الارتفاع السريع الذي حدث أخيراً في تنظيم القاعدة في اليمن، بوصفه دليلاً على أن المتشددين في شمال أفريقيا يمكنهم في السرعة نفسها أن ينفذوا مهمة جهادية على مستوى واسع، وأن يمثلوا تهديداً خطيراً للولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين.
ومع أن المتشددين في مالي لم تظهر لديهم القدرة على شن مثل هذه الهجمات الخارجية، إلا أن توسيع نشاطاتهم في مجالات الخطف وتجارة المخدرات، ومع ما تدر عليهم هذه الأعمال من أرباح، يمكن أن تستخدم لتوسيع العمليات الإرهابية، بحسب المحللين.
هذه التطورات أدت إلى إطلاق صفارات الإنذار داخل منظمات مكافحة الإرهاب، التي شهدت التطور السريع الذي حصل داخل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي سرعان ما تحول من تنظيم مشغول بالفتنة الداخلية اليمنية إلى مجموعة قوية عملت على تجنيد إرهابيين وتدريبهم لمهمات داخل الولايات المتحدة، أهم أمثلتها هجوم طائرة ديترويت الفاشل. والخوف الرئيسي هو من أن توسع القاعدة في المغرب الإسلامي عملياتها، لزعزعة الحكومات الهشة في شمال أفريقيا الإسلامي.
نتيجة لذلك، فإن الولايات المتحدة عملت على تعزيز القدرات الدفاعية لمالي. وفي العام الماضي، قدمت الولايات المتحدة مبلغ 5 ملايين دولار في الشاحنات الجديدة وغيرها من المعدات لقوات الأمن التابعة لها، وعملت على توفير التدريب لقوى الأمن.
إلى ذلك قال بروس ريدل، وهو محلل بارز في معهد بروكينغز ومركز سابان وضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية، إن المجموعة الإرهابية في شمال أفريقيا لديها مساحة أكبر للعمل فيها، وتجمعات إسلامية كبيرة للاستفادة منها، لكنها لم تطلق أي نوع من الهجمات الواسعة النطاق التي يخشى أن تقوم بها عندما أصبحت تابعة لتنظيم القاعدة منذ ثلاث سنوات. وأضاف: «الآن، إذا بدأت تعيد تنظيم وتجنيد وتطوير ـــــ نظراً لإمكاناتها الدولية ـــــ يمكن أن تصبح تهديداً أكثر خطورة». وتابع: «وإذا كان هناك نموذجاً يحتذى به مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فهذا شيء مزعج للغاية».
وأشار نائب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية برنامج الشرق الأوسط حاييم مالكا، إلى أنه حتى الآن، لم تتحرك الجماعة خارج إطار عمليات الخطف لخدمة أهداف الجهاد العالمي للقاعدة، ما خلق توتراً بينها وبين قادة القاعدة الأساسيين في باكستان. وأضاف: «إنهم لم يركزوا بعد على الصعيد العالمي للجهاد، وإنهم بقوا في منطقة الصحراء، وفشلوا كذلك في تحقيق أي اختراق في أجزاء أخرى من شمال أفريقيا». لكن مالكا حذر من أن توسيع الجماعة لنطاق عملها مع الشبكات الإجرامية المحلية على عمليات الخطف قد أعطى صورة بأنه آخذ في التوسع أكثر مما هو عليه بالفعل.
هذه الأحداث دفعت بالسلطات البريطانية والأميركية إلى إصدار تحذيرات قوية من السفر إلى شمال مالي، قائلةً إن هناك «تهديداً كبيراً من الإرهاب»، ومن الأعمال الإجرامية وعمليات الخطف.
والقلق، وفقاً لمسؤولين، هو أن المتمردين ستزداد قوتهم، وسيوسعون نطاق عملياتهم في جميع أنحاء المنطقة، ما سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في مناطق أخرى، بقدر ما قاموا به حتى الآن في شمال مالي.
(أ ب)