خاص بالموقع- أعلن زعيم المقاتلين الحوثيين، عبد الملك الحوثي، الانسحاب الكامل من الأراضي السعودية التي كان عناصره يسيطرون عليها منذ اندلاع المواجهات في تشرين الثاني الماضي. وقال الحوثي، في تسجيل صوتي نشر على موقع «المنبر. نت»، «نعلن انسحابنا الكامل من كل المواقع السعودية ومن كل الأراضي التي هي تحت سيطرة النظام السعودي، مؤكدين أن تقدمنا نحو الأراضي والمواقع كان ضرورة لمواجهة عدوان انطلق منها».
ورأى الحوثي أن الانسحاب هو «مبادرة» تمثل «فرصة حقيقية للسلام، من المفترض أن يثمّنها العقلاء في السعودية ويعرفون أنها لمصلحة الشعبين الجارين».

لكنه أكد أنه «إذا استمر النظام السعودي في عدوانه بعد هذه المبادرة، فإنه يكشف بذلك أن حربه ليست من أجل أراضيه، وأنه يقوم بعملية غزو لمناطقنا»، مهدداً، في حال استمرار السعودية «في عدوانها»، بفتح جبهات جديدة ومتعددة وخوض حرب مفتوحة ضدها.

في هذه الأثناء، كشف مصدر يمني مطّلع أن مفاوضات سرية تجرى حالياً بين السلطات اليمنية وقيادات المتمردين لإنهاء الاقتتال في صعدة، والخروج من الحرب بماء الوجه.

كذلك كشف المصدر أن قائد المعارك، علي محسن، عاد إلى صنعاء وفقاً لطلب من القيادة العليا للجيش بغية ترتيب وقف الحرب في صعدة. كما تتزامن المفاوضات اليمنية مع الحوثيين، مع مفاوضات أخرى بين السلطات السعودية وقيادات الحوثيين عبر وسطاء يمنيين، يقودها البرلماني اليمني أمين العكيمي.

في غضون ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن الأوضاع الإنسانية في اليمن أسوأ من أي وقت مضى. وأوضح نائب مدير اللجنة، دومينيك ستيلهارت، في بيان، أن القتال الذي تفجر قبل خمسة أشهر وامتد إلى السعودية فاقم أحوال المدنيين.

ولفت إلى أن انعدام الأمن يصعّب من مهمة توصيل الإمدادات للكثيرين المحاصرين بسبب القتال. وناشد جميع أطراف الصراع حماية غير المقاتلين من أعمال العنف، والسماح بوصول المساعدات الطارئة لمن يحتاجون إليها.

من جهة ثانية، اتّهم مسؤول أمني يمني متشدّدين من تنظيم «القاعدة» بالوقوف وراء الهجوم الذي تعرضت له نقطة تفتيش في محافظة شبوة وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود قبل يومين.

وأوضح المسؤول أن خمسة من «شيوخ القبائل يتفاوضون في شبوة مع أعضاء في القاعدة ليسلّموا أنفسهم».

من جهته، نفى قائد القيادة الأميركية الوسطى، الجنرال ديفيد بترايوس، وجود أي خطط لنشر قوات أميركية في اليمن. وقال بترايوس، في مقابلة مع صحيفة «تايمز»، إن الحكومتين الأميركية واليمنية «ستستمران في العمل على نحو وثيق في الحرب ضد تنظيم القاعدة». وأثنى بترايوس على سلسلة الغارات التي شنتها الحكومة اليمنية خلال الشهرين الماضيين على مواقع «القاعدة».

وأشار إلى أن «هناك درجة من الضرر لحقت بالتنظيم في شبه الجزيرة العربية، لكن نشاطاته وتهديداته لا تزال مستمرة، إلى جانب خطر استمرار محاولاته في التخطيط لهجمات في اليمن ومناطق أخرى في العالم».

وجاءت تصريحات بترايوس في وقتٍ تسعى فيه إدارة الرئيس باراك أوباما إلى الحصول على دعم دولي لاستراتيجيّتها في اليمن، خلال اجتماع دولي تستضيفه لندن يوم الأربعاء.

في هذه الأثناء، رأى الحزب الوحدوي الناصري اليمني، في بيان، أن «القاعدة» تنظيم «أميركي الصنع، سعودي التمويل»، وأن المقصود من الحرب على التنظيم في اليمن «التغطية على حالة الفشل في أفغانستان والعراق».

وأضاف «إن ما يجري عبارة عن وعود أميركية لمشاريع (الشرق الأوسط الجديد) الهادفة إلى إعادة ترتيب خريطة المنطقة لخدمة مشروع الهيمنة الأميركية والغربية».

إلى ذلك، بدأت الجهات المختصة في السعودية العمل على إنهاء إجراءات إطلاق سراح 200 سجين يمني وترحيلهم إلى بلادهم، بعدما شملهم عفو صادر عن وليّ العهد السعودي، ووزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز.

(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)