خاص بالموقع- أعاد برنامج الغذاء العالمي لتوزيع المساعدة الإنسانية في هايتي، تنظيم طريقة تسليم المساعدات، في وقت علّق الجيش الأميركي رحلاته لإجلاء هايتيّين مصابين بجروح خطيرة إثر الزلزال، بانتظار قرار بشأن تمويل معالجتهم.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي أنه كثّف عملية توزيع مساعداته الغذائية على سكان العاصمة بور أو برانس التي ضربها الزلزال، معوّلاً على 16 نقطة توزيع ثابتة تسمح لهم بالحصول على أكياس من الأرزّ تبلغ زنة كل منها 25 كيلوغرام، وذلك بهدف الوصول إلى مليوني شخص خلال الأسبوعين المقبلين.

وكشف المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي، ماركوس برايور، في لقاء مع صحافيين في بور أو برنس «حتى الآن، كنا في مرحلة من التوزيع المتسرّع وغير المنظّم للمساعدة، لكن نظام توزيع أفضل سيسمح لنا بالوصول إلى مزيد من الناس بسرعة أكبر». وأوضح أنه في العاصمة، ستوزّع المساعدة الغذائية على السكان بطريقة جديدة، بفضل 16 نقطة ثابتة للتوزيع لا يمكن سوى النساء دخولها.

إلى توقّف الجيش الأميركي عن نقل المصابين في الزلزال إلى الولايات المتحدة، بعد القلق الذي أبدته بعض الولايات، تتقدّمها فلوريدا، بشأن الجهة التي ستتكفّل بتغطية نفقات العلاج. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن متحدث عسكري جزمه بأن الجيش أوقف نقل المصابين لأن المستشفيات في الولايات المتحدة «لم تعد تقبل استقبالهم». قرار صدر على خلفية تقديم حاكم ولاية فلوريدا، شارلي كريست، طلباً رسمياً إلى الحكومة الفدرالية لتحمّل تكلفة الرعاية الطبية. وقال كريست، في رسالة وجّهها إلى وزيرة الصحة، كاثلين سيبيوس، «علمنا أخيراً أن ثمة خططاً لنقل بين 30 و50 مريضاً في حال خطرة في اليوم لمدة غير محددة... فلوريدا لا تملك القدرة على تحمّل عملية مماثلة». ولم يُشر كريست إلى تكلفة العلاج، غير أنه قدّر أن تصل إلى ملايين الدولارات.

من جهة أخرى، اعتُقل عشرة أميركيين يشتبه بأنهم «سرقوا» 31 طفلاً تراوح أعمارهم بين شهرين و12 عاماً على الحدود مع الدومينيكان. وفي غضون ذلك، اعترض خفر السواحل في جزر توركس وكايكوس، سفينة تضم أكثر من مئة مواطن هايتي قبالة سواحل هذا الأرخبيل، الذي يبعد 160 كيلومتراً عن السواحل الشمالية لبلدهم، حسب الشرطة. وهذه هي المرة الأولى التي يعترض فيها خفر السواحل مهاجرين غير شرعيين من هايتي منذ 12 كانون الثاني، تاريخ حصول الزلزال. وكانت تلك السفينة تقل 126 راكباً بينهم أطفال يبلغون أقل من ثمانية أعوام.

في هذه الأثناء، طالب مئات الهايتيّين، في تظاهرة عفوية، برحيل الرئيس رينيه بريفال، حين كان يتفقّد للمرة الأولى منذ الزلزال، ركام القصر الرئاسي، وفق مراسلي وكالة «فرانس برس».

وهتف شبان، عند سور القصر الرئاسي، الذي يجاور مخيماً للمشردين، «بريفال لم يفعل شيئاً لنا منذ الزلزال»، و«بريفال لا يتحدث إلى الناس» و«يجب أن يعود أريستيد»، في إشارة إلى رئيس هايتي السابق جان برتران أريستيد.

وقال بعض المتظاهرين «نحن جميعاً منكوبون، وفي أحيائنا لم نتلقَّ مساعدة منذ الزلزال». ودنا الرئيس، الذي لم يظهر سوى نادراً منذ الكارثة، من سور القصر الرئاسي محاولاً التحدث إلى الجمع.

على صعيد آخر، انتقد الرئيس الإكوادوري رافايل كوريا «الطابع الإمبريالي» للمساعدة التي تقدّم إلى هايتي، موضحاً أن جزءاً كبيراً من المساعدات التي تقدّم، يعود إلى مانحيها بطريقة موازنات عسكرية أو نفقات للتنظيم.

وأشار كوريا، في مؤتمر صحافي مع الرئيس رينيه بريفال، إلى وجود «قدر كبير من الإمبريالية لدى المانحين». وأضاف، في المقر المؤقت للحكومة الهايتيّة في مكاتب الشرطة قرب المطار، «في البداية يعطون، ولكنّ جزءاً كبيراً مما يعطونه يستعيدونه لاحقاً». وتابع أنّ «الأموال تذهب إلى مسائل عسكرية وإلى المنظمات غير الحكومية. ما نريده نحن دول اتحاد بلدان أميركا الجنوبية، (أوناسور) هو أن تذهب المساعدات الني نقدّمها، سواء أكانت كثيرة أم قليلة، إلى الشعب الهايتي».

تجدر الإشارة إلى أن الإكوادور تتولّى حالياً الرئاسة الدورية لاتحاد بلدان أميركا الجنوبية.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)