فشلت الإدارة الأميركية في بلورة دعم دولي لقرار إسرائيل تجميد البناء جزئياً في المستوطنات لعشرة أشهر، في وقتٍ دعت فيه رام الله الرباعية الدولية إلى الاعتراف بخط الرابع من حزيران 1967 حدوداً للدولة الفلسطينية العتيدة
محمد بدير
أحبط الموقفُ الروسي المتحفظ مساعيَ بذلتها الولايات المتحدة لاستصدار بيان عن الرباعية الدولية يُعرب عن تأييد قرار المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل بشأن التجميد الجزئي للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية. وذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، حاولت بلورة موقف دولي داعم للقرار الإسرائيلي وبادرت غداة صدوره يوم الأربعاء الماضي بالاتصال ببقية أعضاء الرباعية، مُقترحةً عليهم إصدار إعلانٍ مشترك بهذا الشأن.
وبحسب الصحيفة، وافق ممثلو الرباعية، وهم إلى كلينتون، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في المؤتمر الهاتفي الذي أجروه على المقترح الأميركي واتفقوا على إحالة صياغة البيان على موظفين رفيعي المستوى في كل جانب، على أن يكون دافيد هيل، نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى المنطقة، جورج ميتشيل، رئيس طاقم الصياغة.
لكن هيل اكتشف بعدما باشر الاتصالات مع نظرائه في كل من أوروبا وروسيا والأمم المتحدة أن دون مهمته عثرات تحول دون إنجازها كما كان مؤملاً. ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين إسرائيليين ومصادر رفيعة المستوى في الإدارة الأميركية قولهم إن الموقف الروسي هو الذي أحبط نشر البيان وذلك بفعل التحفظات الكثيرة التي أثاروها إزاء الصيغة التي اقترحها الجانب الأميركي، «رغم أن الأخير كان مختصراً أصلاً».
عريقات يدعو الأطراف الدولية إلى الاعتراف بخطوط الرابع من حزيران 1967 حدوداً لدولة فلسطين
ووفقاً للمصادر، التي نقلت عنها الصحيفة، فإن الأميركيين دعوا إلى أن يرتكز نص البيان المقترح على الموقف الذي سبق أن أعلنته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تعليقاً على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي تجميد الاستيطان. وبناءً على ذلك، قدم هيل صيغة تدعو إلى استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة للتوصل إلى اتفاق «يحقق الهدف الفلسطيني ببناء دولة مستقلة قابلة للحياة بالاستناد إلى حدود عام 1967 مع حصول تبادل في الأراضي متفق عليه، ويحقق الهدف الإسرائيلي بدولة يهودية ذات حدود آمنة ومعترف بها تعكس التطورات الميدانية وتلبي الشروط المطالب الأمنية الإسرائيلية».
وذكرت «هآرتس» أنّ الاعتراض الروسي على الصيغة تمحور حول نقطتين هما: تحديد الهوية اليهودية لإسرائيل، والإشارة إلى أن الحدود المستقبلية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية ستعكس التطورات الميدانية، ما يعني ضمناً ضمّ المستوطنات الكبرى إلى إسرائيل. ورأى الروس أن الإتيان على ذكر هاتين النقطتين يُعَدّ استباقاً لنتائج المفاوضات وتحديداً مسبقاً لها.
وبعد فشل محاولات إقناع الروس، قرر الأميركيون أن لا جدوى من نشر البيان. ونقلت «هآرتس» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله: «لم نتراجع عن نيتنا نشر بيان الرباعية الدولية الداعم (للقرار الإسرائيلي) لكن لم يكن هناك إجماع في الرباعية، وفي وضع كهذا لا يمكن نشر البيان».
إلى ذلك، أكد عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن المنظمة تسعى إلى الحصول على تأييد المجتمع الدولي لترسيم حدود دولة فلسطين على أساس خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية، لأن ذلك هو الطريق الوحيد للحفاظ على خيار الدولتين.
ودعا عريقات، خلال لقاء جمعه بدافيد هيل في رام الله، كل الأطراف الدولية المؤيدة لحل الدولتين إلى أن تُبادر للاعتراف بخطوط الرابع من حزيران 1967 حدوداً لدولة فلسطين وبالقدس الشرقية عاصمة لها.
إلى ذلك، بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، مع المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل، تعثّر عملية السلام، بحسب بيان مقتضب لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا».