واشنطن ــ محمد سعيدكشف تقرير نشرته صحيفة «برافدا» الروسية، أمس، أنّ الولايات المتحدة أنفقت، منذ هجمات الحادي عشر من أيلول 2001، تريليون دولار على «مكافحة الإرهاب»، حصل العراق منها على نصيب الأسد بنحو 748 مليار دولار. ورغم أن أفغانستان باتت تمثّل الأولوية الأميركية في هذه الحرب، فلا تزال حصة الإنفاق على هذه الجبهة أقل بنحو مرتين ونصف مرة بالمقارنة مع ما أُنفق في العراق.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ واشنطن لم تكتف بهذا القدر من الأموال، بما أنها تعتزم تخصيص مبلغ 128.3 مليار دولار إضافية لعملياتها في العراق وأفغانستان، التي ستبلغ حصتها 65 مليار دولار ستنفق في تغطية مستلزمات القوات الأميركية الـ30 ألفاً المقرّر أن يبدأ عناصرها بالوصول إلى هناك مع مطلع العام الجاري. ولفتت «برافدا» إلى أن نفقات مكافحة «الإرهاب» لا تتضمن تكلفة الحرب في العراق وأفغانستان فقط، إذ إن صفقات السلاح العديدة وإرساء أهداف عسكرية تستلزمان أموالاً طائلة تغطي قائمة طويلة من المتطلبات، تبدأ من فواتير الرعاية الصحية لأولئك الذين أصيبوا فى المعارك، وتمر بتعويضات الحكومة للأسر والمحاربين القدامى، لتصل حتى الإجراءات الأمنية لحماية السفارات الأميركية.
كما يُحتَسَب في النفقات، تمويل برنامج تشجيع عناصر حركة «طالبان» الذين يقررون التخلي عن القتال ضد الاحتلال، إضافة إلى تدريب قوات الأمن الأفغانية المقدَّرة تكلفتها بنحو 7.5 مليارات دولار، ونحو مليارين آخرين تُنفق على الاستخبارات العسكرية لشراء طائرات تجسس من دون طيار.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الروسي البارز، سيرجي غولابوف، قوله إن معدل «التهديد الإرهابي» في العالم قد تنامى بسبب جهود مكافحة الإرهاب التي تقودها واشنطن، أي إنها أنفقت ثلاثة تريليونات دولار لتأجيج نار حرب الإرهاب. وأوضح أنّ احتلال العراق وأفغانستان وتدميرهما أسفرا عن فقدان العديد من الأشخاص في الدولتين منازلهم وأعمالهم وأحباءهم «بسبب الولايات المتحدة»، الأمر الذي من شأنه «أن يجعل هؤلاء على استعداد لفعل أي شيء لإلحاق الأذى بالأميركيين». ونصح غولابوف، إدارة الرئيس باراك أوباما بضرورة أن تدرك جيداً أنها «ستدفع ثمن سياساتها التي برهنت على فشلها في العراق وأفغانستان».