خاص بالموقعواشنطن ـ محمد سعيد
كشفت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأميركي، أن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي ) يقوم بإضافة 1600 اسم يومياً إلى «قائمة المراقبة» للمشتبه في علاقتهم بما يسمى «الإرهاب»، غير أن مسؤولين في الـ«إف بي آي» ذكروا أن الكثير من الأسماء المضافة ليست حقيقية بل تتضمن أسماء شهرة ومستعارة ومكررة لنفس الأشخاص ممن هم مدرجون سابقاً على القائمة التي بدأ العمل بها في أوائل عام 2004 بعد إصدار الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، مرسوماً رئاسياً في 16 أيلول 2003 يدعو وزارة الأمن الداخلي إلى تشكيل تلك القائمة وتنميتها حيث كانت تضم نحو 288 ألف اسم في شهر أيار 2005 ليرتفع العدد في شهر أيار 2007 إلى 755 ألف اسم وفي آذار 2008 ضمت القائمة نحو مليون اسم.

ويقول الاتحاد الأميركي للحريات المدنية إن القائمة الآن تضم أكثر من مليون و312 ألف اسم، الأمر الذي دعا الاتحاد إلى القول في بيان بهذا الشأن إنها «مبالغ فيها».

وقالت اللجنة القضائية في تقرير حول قائمة المراقبة إنه طبقاً لقاعدة المعلومات التي بحوزة الـ«إف بي آي» فإنه خلال فترة الـ12 شهراً التي انتهت في آذار الماضي اشتملت القائمة على مليون اسم من بينها 400 ألف اسم فريد. وأبلغ مدير مكتب الـ«إف بي آي»، روبرت مولر اللجنة القضائية أخيراً أن المكتب طلب حذف 600 اسم يومياً وتعديل المعلومات الخاصة بسجلات نحو 4800 اسم، ولا تزيد نسبة المواطنين الأميركيين أو ممن يحملون بطاقة الإقامة الدائمة على 5 في المئة من إجمالي الأسماء المدرجة على قائمة المراقبة. ويقول مسؤولو الـ«إف بي آي» إن 9 في المئة من المدرجين على القائمة مدرجون أيضاً على قائمة «حظر الطيران» أي إنه لا يسمح لهم بالسفر جواً إلا بموافقة أمنية مسبقة.

وكشف العضو الديموقراطي البارز في اللجنة القضائية روس فينغولد، أنه في الفترة التي سبقت هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 كان يطلب من مكتب التحقيقات الفدرالي معلومات أولية تشير إلى تورط شخص ما أو مجموعة بأعمال مخالفة للقانون قبل أن يفتح المكتب تحقيقاً بهذا الشأن، ولكن المكتب الآن لم يعد يتقيّد بهذه الشروط، وأشار فينغولد إلى أن تقرير المفتش العام لوزارة العدل الأميركية كشف في تشرين الثاني 2008 أن الـ«إف بي آي» تسجل قيام رجاله بـ2800 عملية مكافحة تهديدات إرهابية في عام 2006 بناءً على نحو 219 ألف وشاية.

وقال الاتحاد الأميركي للحريات المدنية إن القائمة التي تضم بنسبة كبيرة أسماء أشخاص من أصول عربية وإسلامية تضم أيضاً «أسماء أعضاء في الكونغرس الأميركي، وراهبات، وأبطال حرب» ودعت مديرة الشؤون التشريعية في الاتحاد كارولين فريدريكسون، الكونغرس إلى «ضرورة تنقيح القائمة، وأن يقوم مركز رصد الإرهاب بتنقيح القائمة أو أن يقوم الرئيس الأميركي باراك اوباما بإصلاح الوضع، ولكن ينبغي أن يتم ذلك قريباً».