بول الأشقريستعيد المفاوضون في هندوراس، اليوم، مباحثاتهم لإيجاد حل للأزمة الناشئة منذ الانقلاب الذي أطاح الرئيس مانويل زيلايا فجر الثامن والعشرين من حزيران الماضي، فيما تجري الاستعدادات لانطلاق الحملات الانتخابية المنوي إجراؤها في أواخر تشرين الثاني.
ورأى مستشار الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية جون بيل، أنّ «اجتماع اليوم قد يمثّل تحوّلاً في مجرى الأزمة مع أن الأصعب لا يزال أمامنا». والأصعب الذي تتكلّم عنه منظمة الدول الأميركية، هو إعادة زيلايا إلى منصبه قبل إجراء الانتخابات الرئاسية بفترة مقبولة لكي لا ينتقل الخلاف إلى التشكيك في شرعية الانتخابات نفسها.
وإذ اعترف الوفدان المفاوضان ومسؤولو منظمة الدول الأميركية بحصول تقدّم في عدد من النقاط، ومنها التوافق على استبعاد أي عفو، وتأليف حكومة وحدة وطنية، يبقى مصير الاتفاق على هذه النقاط، على أهميتها، رهناً بالمعضلة الأساس وهي عودة زيلايا إلى الحكم. وفي السياق، قال النقابي خوان براهونا، أحد المفاوضين الثلاثة باسم زيلايا، لقد «حصل تقدّم، ولكن بماذا ينفعنا إذا أتى الطرف الآخر وقال إنه لن يقبل عودة زيلايا إلى منصبه؟ الثلاثاء، سيبدأ النقاش الجدي بشأن هذه النقطة المركزية».
في الواقع، لم يصدر بعد في الجريدة الرسمية قرار إلغاء حالة الطوارئ التي فرضها الانقلابيّون برئاسة روبرتو ميتشيليتي. وعلى هذا الأساس، فقد استمر قمع التظاهرات المؤيدة لزيلايا. كما شدّد الجيش تدابيره حول السفارة البرازيلية، إذ وضعت شاحنة على ظهرها قنّاصة ومصوّرون يراقبون من على متنها كل ما يحدث داخل المبنى، في عملية ضغط معنوي على المقيمين في داخلها.
وأنذرت لجنة تابعة للأمم المتحدة بأن هناك معلومات متطابقة عن توظيف عناصر من الميليشيات الكولومبية في مزارع هندورية، وذلك للدفاع عنها في حال انفجار العنف.
أخيراً، وفي مقابلة مع جريدة «فوليا دي سان بولو» البرازيلية، قال أحد أبرز الدبلوماسيّين المحافظين في حقبة الرئيس السابق جورج بوش، جون نيغروبونتي، الذي شغل منصب السفير في هندوراس خلال ولاية الرئيس رونالد ريغان، إن «الأفضل الآن هو إجراء الانتخابات المبرمجة ويتسلّم زعيم جديد وننسى مسألة معرفة من كان مخطئاً، زيلايا أو ميتشيليتي».
أما مستشار الرئيس البرازيلي للشؤون الخارجية، ماركو أوريليو غارسيا، فأوضح للصحيفة نفسها أن «خطة الانقلابيين واضحة، وهي كسب الوقت حتى موعد الانتخابات. في هذه الحال، إنهم ذاهبون إلى الفشل لأن المجتمع الدولي لن يعترف بنتائجها. المطلوب الآن أن يضاعف الرئيس الأميركي باراك أوباما ضغطه على الانقلابيّين محصّناً بجائزة نوبل».