خاص بالموقعبول الأشقر
على هامش القمة التي جمعتهم مع أفريقيا نهاية الأسبوع الماضي في فنزويلا، وقّع عدد من رؤساء أميركا الجنوبية اتفاق تفعيل «بنكو ديل سور»، أي «بنك الجنوب»، في انتظار موافقة برلمانات الدول المعنية كي يبصر النور. وتحدث الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، عن انطلاقة قريبة برأسمال قدّره بـ20 مليار دولار، واقترح على الرؤساء الأفارقة القيام بالمثل لإنشاء مؤسسات مالية إقليمية قادرة على موازاة المؤسسات المالية الدولية التي تسيطر عليها بعض الدول الغنية. وينوي المصرف تلقّي جزء من توظيفات الاحتياط التي تضعها الدول في المصارف الغربية، وتحديداً تلك التي توضع كضمانات للحصول على تسليفات.

ويعود الفضل في قيام المصرف إلى إصرار تشافيز ونجاح وزير المال الفنزويلي، علي رودريغيز أراكي، الذي شغل منصب الرئيس السابق لمنظمة «الأوبيب» وشركة النفط، وهو رجل يفتخر بماضيه المقاتل في حرب العصابات وإحدى الشخصيات الأكثر احتراماً في المؤسسة التشافيزية. وهو يقول إن «غاية المصرف الإقليمي تتميّز عن هدف المؤسسات المالية الدولية»، بمعنى أنه «ينوي المساهمة في تخطّي الفوارق بين الدول، ولذلك سينشئ صندوق طوارئ مهمته تحويل موارد لمعالجة مشاكل اجتماعية ومحاربة الفقر ومواجهة البطالة».

وقد وافقت البرازيل وفنزويلا والأرجنتين، أمس، على وضع كلّ منها مليارين من الدولارات في حساب المصرف المنوي تأسيسه، والتزمت بأفق من المساهمة يصل إلى 4 مليارات، والأرجنتين التي تعاني من أزمة اقتصادية غير قادرة على توظيف هذه الكمية في الوقت الحالي. وبدا هذا الأمر بداية ترجمة اتفاق عُقد قبل حوالى سنتين، حيث التزمت الدول الثلاث بوضع مليارين من الدولارات، فيما التزمت الدول الأربع الأخرى المؤسسة للمصرف، الإكوادور وبوليفيا والباراغواي والأوروغواي، بتقاسم توظيف المليار الباقي.

بدأ إذاً المصرف، الذي يتخذ من كاراكاس مقرّاً لرئاسته ونيابة الرئاسة في بوينس آيرس، يخرج تدريجاً من الورق بعدما نجح في تخطّي معوقات الإدارة المصرفية وتقاسم السلطة فيها بسبب إصرار البرازيل. يبقى عليه أن يحصل على موافقة البرلمانات الوطنية، وأن يثبت جدارته المصرفية، ومن ثم ينجح في استقطاب البيرو وكولومبيا اللتين لم تنتسبا إلى المشروع أصلاً. وقيام المصرف لا تراه البرازيل والأرجنتين مناقضاً لسعيها إلى تعديل ميزان قوى القرار داخل المؤسسات المالية مثل صندوق النقد والبنك الدولي.

(الأخبار)