strong>ذاق البشر، مرة جديدة، الطعم المرّ لتمرّد الطبيعة التي أعادت رسم معالم دول جنوب المحيط الهادئ، مخلّفةً وراءها آلاف القتلى والجرحى وملايين المنكوبين، وخسائر مادية لا تحصى
اجتاحت أمواج المد العاتية «التسونامي»، أمس، أرخبيل ساموا في المحيط الهادئ، ما أدى إلى مقتل العشرات، في وقت عرفت فيه إندونيسيا مجدّداً مصيبة الزلزال الذي حصد أكثر من 1000 قتيل، في مشهد ذكّر بمأساة التسونامي التي ضربت المنطقة نفسها قبل سنوات. وأدّى زلزال بقوة 7.6 درجات على مقياس ريختر، ضرب جزيرة سومطرة، إلى مقتل أكثر من ألف إندونيسي، بالإضافة إلى انهيار عدد من المباني واشتعال حرائق في مدينة بادانغ. وقال رئيس قسم الكوارث في وزارة الصحة، رستم باكايا، إنّ «أكثر من ألف قد يكونون توفّوا بسبب العدد الكبير من المباني والمنازل التي دُمرت». وكان نائب الرئيس الإندونيسي، جوسوف كالا، قد كشف خلال مؤتمر صحافي تلى الهزة، أنّ 75 شخصاً على الأقل قد قُتلوا. تجدر الإشارة إلى أن سكان العاصمة الإندونيسية جاكارتا شعروا بالزلزال، رغم أنها تبعد 940 كيلومتراً عن موقع الهزة. وفي أرخبيل ساموا، أشارت مصادر طبية ومسؤولون إلى أن 113 شخصاً على الأقل قتلوا، عندما ضرب زلزال عنيف بقوة ثماني درجات، تبعه تسونامي، الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ. واجتاحت أمواج عاتية بعلو ثمانية أمتار الأرخبيل المؤلف من دولة ساموا المستقلة وجزر ساموا الأميركية. كما ضرب تسونامي أيضاً أرخبيل تونغا المجاور. وقال مسؤول في مستشفى توبوا تاماسيسي في ساموا «لا بد من وجود مئة قتيل على الأقل». وأكد حاكم ساموا الأميركية، توغيولا تولافونو، أن «30 شخصاً على الأقل قتلوا في ساموا الأميركية، والعدد مرشح لأن يرتفع مع تقدم عمليات البحث». كما قتل سبعة أشخاص في أرخبيل تونغا المجاور.
وعلى الفور، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي عبّر عن تعاطفه العميق مع مواطني الجزيرة، أنه يتابع هذه الأحداث المأسوية، كاشفاً أنه أعلن «حالة الكارثة في ساموا الأميركية، ما سيسمح بنشر الوسائل الضرورية لرد كامل سريع وشديد».
في المقابل، أعرب رئيس وزراء أرخبيل ساموا، الذي يضمّ 219 ألف نسمة، تويلايبا سايليلي ماليليغوي، عن «حزنه الكبير»، قائلاً إن «الكثير من الناس ماتوا. أصبت بالصدمة وأنا حزين جداً لكل هذه الخسائر».
ورجح الأمين العام للصليب الأحمر تالوتالا موالا ارتفاع الحصيلة «لأن ثمة ضحايا آخرين لم يُحصَوا بعد بسبب مشاكل في الاتصال». أما الاتحاد الأوروبي، فأوضح أنه مستعد لمد يد العون للضحايا، وحرّك أول مساعدة عاجلة بقيمة 150 ألف يورو.
يُشار إلى أنّ منطقة جنوب شرق آسيا لا تزال تحت صدمة إعصار كيتسانا الذي لا يزال يتابع طريقه من الفيليبين إلى كمبوديا وفيتنام، مخلّفاً وراءه ما لا يقل عن 340 قتيلاً، وعدداً كبيراً من القرى التي سُوّيت بالأرض، حيث أصبح الملايين بلا مأوى، في أسوأ عاصفة تجتاح المنطقة منذ أربعين عاماً.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)