خاص بالموقعبول الأشقر
أعلن رئيس الإكوادور رفائيل كوريا في برنامجه الأسبوعي أنّ «تقارير عدة من الاستخبارات تفيد بأنه قد يكون الهدف القادم بعد الرئيس الهندوسي المخلوع مانويل زيلايا على لائحة الرؤساء المنوي إقالتهم».

وقال كوريا في مقابلة مع الصحيفة الكولومبية «ألتيمبو»، إنّ شبكة من الرادارات الصينية ستحمي الإكوادور، بدءاً من تشرين الأول لأننا «لن نسمح بعد اليوم بأن تدخل طائرات إلى بلدنا وتخرج منها، ونحن لا نعلم بالأمر إلا بعد مرور 12 ساعة»، في إشارة إلى الغارة التي نفذها الجيش الكولومبي على الأراضي الإكوادورية في آذار عام 2008.

ورأى كوريا أنّ إنشاء قواعد عسكرية أميركية جديدة في كولومبيا «يشكل خطراً لجميع دول المنطقة». وكانت كولومبيا قد أعلنت في نفس يوم إغلاق قاعدة مانتا العسكرية الأميركية في الإكوادور قبل عشرة أيام، فتح ثلاث وربما خمس قواعد عسكرية أميركية في كولومبيا. إعلان أثار ردة فعل فنزويلية أدت إلى قطع العلاقات بين البلدين، و«قلقاً وانزعاجاً» من الرؤساء الباقين عبّر عنه الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا والرئيسة الشيلية ميشيل باشليه، وقد وعدا بطرح الموضوع في قمة «أوناسور» المنوي عقدها بعد أسبوع في الإكوادور. واستباقاً لإثارة الموضوع، قال الرئيس الكولومبي ألفارو أريبي «إني لن أحضر القمة، لا أنا ولا وزير خارجيتي».

من جهة أخرى، وزّعت الإكوادور قبل أيام نسخة من يوميات زعيم منظمة «الفارك» الثورية راوول ريس، أوضحت فيها أنها وجدتها في مكان الغارة التي أودت بحياته في آذار 2008 على الأراضي الإكوادورية. ويأتي الكشف عن هذه الوثيقة بعد الشريط الذي نشرته السلطات الكولومبية عن خطاب لمسؤول كبير من «الفارك» يتحدث فيه عن «تمويل حملة كوريا الانتخابية عام 2006». واللافت في هذه القضية أنّ كولومبيا والإكوادور اللتين لم تعيدا العلاقات بينهما منذ وقوع الغارة تلجأ كلتاهما إلى وثائق منسوبة إلى الفارك يعتبرها الطرف الآخر «مزوّرة». ولم يجزم الطرف الإكوادوري إذا كانت اليوميّات وثيقة حقيقية أم مزوّرة، إلا أنها قالت إن «من واجبها وضعها بتصرف الرأي العام».

جديد وثيقة اليوميات ـــــ وهي كناية عن 20 صفحة دوّنها ريّس بيده من أواسط 2007 حتى شهر قبل وفاته ـــــ في لهجتها المعادية جداً بحق الرئيس كوريا، قائلاً «أن نثق به شكل من عملية انتحار». وفي مكان آخر «نهايتي صارت قريبة، ولكن ليس هذا ما يجعلني مريراً، بل وعيي لسذاجتي الصبيانية للوقوع في الفخ الذي نصبه لي كوريا»، وأيضاً بحق عدد من وزراء كوريا ومعاونيه كان ريّس قد اجتمع بهم وهو يصفهم بـ«أناس على علاقة بمافيات المخدرات وبالسي.أي.إيه لتسهيل أعمالهم» قبل أن يضيف «أنا وديعتهم الأكبر، وتسليمي سيكون تجارتهم الأهم».

ولم يتضح حتى الآن لماذا أفرجت السلطات الإكوادورية عن هذه الوثيقة التي تتضمن اعترافاً صريحاً بالمساهمة في تمويل حملة كوريا. الغاية على الأرجح هي الفصل بين الرئيس كوريا ومعاونين سابقين تخلى عنهم منذ فترة، ونقل الموضوع من مستوى وجود اتصالات أو لا مع الفارك، إلى مستوى معرفة الرئيس كوريا بها أو لا. وهو ما قاله ضمناً وزير خارجية الإكوادور فندير فالكوني الذي أوضح في مؤتمر صحافي، أنّ «الرئيس كوريا لم يطلب يوماً مالاً من الفارك ولم يرسل أحداً للتفاوض معهم ولم يكن يعرف بهذه المعطيات... ما يهم أن هذه الوثيقة تبيّض صورة الرئيس وتدل على التزامنا بالحقيقة». وفي السياق، قال وزير الداخلية غوستافو جلخ: «لن نحمي أحداً في مسألة العلاقات مع الفارك لأنّ الرئيس كوريا لم يوكل أحداً للاتصال بهم، ولكننا لم نلاحق أيضاً أحداً...» في إشارة إلى معاوني كوريا السابقين المذكورين في يوميّات ريّس. «أصلاً، ليس على الحكومة أن تحكم في هذا المجال... الكلمة الفصل تعود إلى القضاء».