دخل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز مجدداً في سجال مع القطاع الإعلامي، بعدما بدأ المجلس الوطني للاتصالات أول من أمس بإقفال عدد من الإذاعات والمحطات التلفزيونية بتهمة عدم استيفائها الشروط القانونية
بول الأشقر
بدأ المجلس الوطني الفنزويلي للاتصالات، أول من أمس، بإقفال 32 إذاعة وتلفزيوناً محلية بحجة عدم إكمالها دفاتر شروط التشغيل القانونية، وذلك في إطار خطة ترجّح ارتفاع عدد المحطات المقفلة إلى 240 في بلد يمتلك أكثر من 900 محطة إذاعية، ضمنها 300 إذاعة خاصة بالأحياء.
وتأتي هذه الخطوة بعدما أجرى المجلس الوطني الشهر الماضي إحصاءً لمجمل إذاعات فنزويلا وطلب منها تقديم ملف يتضمن عدداً من الوثائق القانونية، وأعلن بعدها أن 240 محطة إذاعية و45 محطة تلفزيونية لم تفِ بالشروط المطلوبة، متوعداً إياها بخسارة رخصتها.
ونفى رئيس المجلس الوطني، ديوزدادو كابيللو، أن يكون وراء قرار الإقفال «أي نية اضطهاد سياسي»، ملخصاً أسباب إلغاء الرخص للمحطات بوفاة أصحابها أو بانتهاء فترة الرخصة أو غيرها من الأسباب التقنية، وذلك على الرغم من قول الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، الأسبوع الماضي: «سنستعيد تلك الموجات ونضعها في تصرف البلد والشعب، لا بتصرف البورجوازية...»، واقتراحه إنشاء «إذاعة شعبية» تعمل على الموجات نفسها التي كانت تعمل عليها الإذاعات التي فقدت تراخيصها، فضلاً عن اعتباره أن القرار، الذي يتضمن أيضاً قانوناً لمنع إنشاء شبكات بث وطني، «يوسع الديموقراطية لأنه يحارب الإقطاع الإعلامي».
وتزامن القرار مع تقدم المدعية العامة، لويزا أورتيغا دياز، بمشروع قانون لمجلس النواب يعيد تصنيف ما تسميه «الجرائم الإعلامية» التي قد تسبب عقوبات سجن للصحافيين تصل إلى أربع سنوات. وأثارت الخطوة ردود فعل متباينة في فنزويلا، فانتقدت وزيرة الإعلام، بيانكا إيكهوت، الحملة الإعلامية المناهضة لهذه الخطة، قائلةً: «علينا تنظيم القطاع، وخصوصاً أن محطات الإذاعة تدخل بيوت الجميع حيث فيها أطفال». بينما رأى كارلوس كوريا، مدير «مجال عام»، وهي منظمة تدافع عن حرية التعبير، أن القرار ينوي «تقطيع أوصال الشبكات الوطنية لنقل المعلومات. ومن أولى الإذاعات التي أُقفلت شبكة «سي إن بي»، التي تملك خمس إذاعات، ما أدى إلى تنظيم اعتصام أمام مقرها في كاراكاس للاعتراض على القرار. وقد عاودت المحطة البث على شبكة الإنترنت. أما شركة «غلوبو فيزيون» فقد اشتكت من تلقيها تهديدات بعدم تجديد رخصتها على غرار ما حدث لشبكة «إر سي تي في»، الذي يعد أكبر تلفزيون خاص، والذي رفض تشافيز في عام 2007 تجديد رخصته.
على صعيد آخر، كشفت مصادر دبلوماسية عن طلب تقدم به الرئيس الفنزويلي لوزير خارجية إسبانيا، ميغيل أنخيل موراتينوس، الذي ينهي زيارة رسمية في فنزويلا، لكي تمثل بلده مصالح فنزويلا في إسرائيل، بعدما قطع تشافيز العلاقات مع الدولة العبرية خلال الحرب الأخيرة على غزة في كانون الثاني الماضي.