بعدما اتفق رؤساءأميركا الجنوبية على أن يتحدثوا عن القواعد الأميركية في كولومبيا، من دون تحديد متى، فَعَلَها تشافيز بدون مقدمات وأمام الكاميرات، في لحظة مميزة من العلاقات الدولية منقولة على الهواء مباشرةً
بول الأشقر
في قاعة مهيبة داخل دير يعود إلى القرن السابع عشر في كيتو (عاصمة الإكوادور)، وعلى مقاعد خشبية منقوشة، توزع رؤساء أميركا الجنوبية ـــــ وقد غاب عنهم رئيس كولومبيا ألفارو أوريبي المقاطع، ورئيس البيرو الآن غارسيا، الذي تعطّلت طائرته على الطريق، ورئيس الأوروغواي تاباري فاسكيز، الذي تمثّل بنائب الرئيس. في الوسط، وراء طاولة على بعد ثلاثة أمتار، جلست رئيسة التشيلي ميشيل باشليه، وإلى جانبها رئيس الإكوادور رافائيل كوريا، لحفل تسليم وتسلّم لرئاسة الأوناسور، الإطار الجديد الذي يضم جميع دول أميركا الجنوبية.
بعد مشهد توقيع الرؤساء على المناسبة وكلمة باشليه المودعة وكلمة كوريا الواعدة، وقبل الخروج لأخذ الصورة التذكارية، طلب تشافيز الكلام «5 دقائق وقاطعني رافائيل أرجوك إذا تخطيّتها وأنا لا أريد أن أعكّر حفلك». ومن دون مقدمات، قال تشافيز إن «مأساة على الباب... رياح حرب تحوم...». واستشهد بسيمون بوليفار ليقول «كم يكره الحرب بين الأشقاء»، قبل أن يضيف «إذا هوجمت فنزويلا عسكرياً، فسترد... وعسكرياً، فنحن لسنا الإكوادور»، وهاجم بقوة محور واشنطن ـــــ بوغوتا «يقولون ليست قواعد عسكرية. فما هي إذاً، ملاعب للأولاد؟».
وقال تشافيز إن «الحرب على فنزويلا لا تحرّكها الإيديولوجيا بل النفط». ووجد الوقت لسرد كيف زاره وفد رسمي كولومبي للتعبير عن «قلقه» من «تخريفات وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بشأن جوازات للإيرانيين وقواعد لحزب الله، فيما كانوا هم ينقلون سبع قواعد أميركية إلى حدودنا».
هنا، استعاد كوريا الكلام للتركيز على أن ما تفعله كولومبيا «ليس مسألة سيادية»، وتكلم عن سيادة الإكوادور وما تعانيه من صراع على حدودها، و«سبق أن اعتدي علينا... إذا كان هذا سيادياً، يصبح تملّك القنبلة الذرية مسألة سيادة». عندما صار الموضوع «يتطلب كلمة رؤساء»، تدخل الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا ليقول «قبل كلمة الرؤساء»، وهو عرّاب فكرة مجلس الدفاع الإقليمي الذي أنشئ بعد أزمة السنة الماضية، «هناك اجتماع لوزراء الدفاع والخارجية محدّد في 24 الشهر الحالي، وعلينا أن نعمل لكي تحضره كولومبيا لأني لست من محبذي أن يكون الأوناسور نادي أصدقاء محاط بأعداء، وعلى ضوء ما يحصل تجتمع قمة الرؤساء، وفي كل الأحوال عليها أن تجتمع لأنه صار علينا أيضاً أن نستدعي باراك أوباما كما استدعانا في ترينيداد وتوباغو لإجراء نقاش صريح بشأن العلاقة عموماً».
وفصلت كريسينا كيرشنر الروزنامة فدعت الجميع في 28 الشهر إلى منتجع التزلج في باريلوش، وتكفّلت هي ضمان وجود أوريبي. وتكلم بعدها الرئيس البوليفي إيفو موراليس، الذي ردّد عبارة «لا نريد كولومبيا إسرائيل ثانية».
وردّت نائبة وزير خارجية كولومبيا، في بيان لها، قالت فيه «لم يكن ولن يكون هناك قواعد أميركية في كولومبيا. لا طلبنا من الولايات المتحدة ولا هم ينوون إنشاء. القواعد هي كولومبية، وباقية تحت القانون والسيادة الكولومبية. كل ما فيه تسهيل محدود للقوات الأميركية للقيام بعمليات منسّقة في محاربة المخدرات والإرهاب». دور قاعدة مانتا في الإكوادور هو نفسه التي أقفلها كوريا أيضاً لمسألة سيادية.