بعد كرّ وفرّ وجولات معقدة من الانتخاب، حسم الدبلوماسي الياباني، يوكيا أمانو، السباق على منصب المدير العام الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليصبح خليفة محمد البرادعي

جمانة فرحات
بعد ثلاث جولات من التصويت، وفي خلال اجتماع استثنائي للدول الأعضاء الـ35 في مجلس حكام الوكالة التابعة للأمم المتحدة، انتخب الدبلوماسي الياباني يوكيا أمانو أمس على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد حصوله على الغالبية المطلوبة للفوز، خلفاً للمصري محمد البرادعي.
وعقب الانتهاء من التصويت، قال يوكيا للصحافيين: «حصلت على أصوات 23 بلداً، أي العدد الكافي من الأصوات لأُعيَّن مديراً مقبلاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية». ويوكيا، الذي عُدّ مرشح الدول الغربية في وجه نظيره الجنوب أفريقي عبد الصمد منتي، هو اختصاصي في مسائل نزع الأسلحة والحدّ من انتشار الأسلحة النووية، وله باع طويل في العمل الدبلوماسي والأكاديمي.
فبعدما نال شهادة من كلية الحقوق في جامعة طوكيو في عام 1972، التحق بوزارة الخارجية اليابانية في شهر نيسان من العام نفسه، وتبوّأ العديد من المناصب العليا، في مقدمتها مدير شعبة العلوم، ومدير شعبة الطاقة النووية، ونائب المدير العام لشؤون ضبط التسلح والشؤون العلمية، قبل أن يعين مديراً عاماً لشؤون ضبط التسلح والشؤون العلمية في آب 2002. كذلك شغل أيضاً منصب المدير العام لنزع السلاح وحظر الانتشار وقسم العلوم.
وعمل يوكيا في العديد من سفارات اليابان في عواصم عالمية عدة، أبرزها واشنطن وبروكسل، وشارك في وفد اليابان إلى مؤتمر نزع السلاح في جنيف وشغل منصب القنصل العام لليابان في مرسيليا في عام 1997.
ويملك يوكيا خبرة واسعة في مجال نزع السلاح ومنع الانتشار النووي وسياسة الطاقة، وشارك في التفاوض على الصكوك الدولية الرئيسية مثل تمديد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب، وبروتوكول التحقق من الاتفاقية، وتعديل اتفاقية الأسلحة التقليدية.
ومثّل يوكيا اليابان بوصفه خبيراً حكومياً في فريق الأمم المتحدة المعني بالقذائف في عام 2001، وفي فريق الخبراء المعني بنزع السلاح وتعليم حظر الانتشار في تموز 2001. وفي أيلول من عام 2005 شغل منصب رئيس مجلس محافظي الوكالة لمدة عام واحد، سعى خلاله إلى تعزيز القضية الإنسانية من خلال التعاون التقني. وسهّل دعم الدول الأعضاء لبرنامج العمل لعلاج السرطان، وتولى منذ ذلك الحين منصب الممثل الدائم والسفير فوق العادة ومفوض اليابان لدى المنظمات الدولية في فيينا والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويُعَدّ يوكيا، الذي كان له الفضل في التوصل إلى اتفاق لإغلاق الوحدة الثالثة في محطة تشيرنوبيل، خلال رئاسته لمجموعة الأمان النووي التابعة لـ«G7» في عام 2000، من أبرز مستشاري الحكومة اليابانية للتصدي للقضايا النووية المتعلقة بكل من إيران وكوريا الشمالية، وخصوصاً خلال فترة عمله مديراً عاماً لشؤون نزع السلاح وعدم الانتشار. وعلى الصعيد الأكاديمي، عمل يوكيا زميلاً في مركز «وزيرهد» للشؤون الدولية في جامعة هارفارد في عام 2001 ، وعمل باحثاً زائراً في معهد «مونتيري» للدراسات الدولية في الفترة الممتدة من 2001 إلى 2002، وأستاذاً محاضراً في جامعتي سوفيا وياماناشي اليابانيتين.