خاص بالموقعضربت الصين من جديد وبيد من حديد تظاهرة لإحدى الأقليات التي تنادي بالاستقلال وتدّعي التهميش، فكانت الحصيلة 156 قتيلاً على الأقل في ما يمكن وصفه بأسوأ أعمال عنف إثنية منذ عقود، أعلنت الصين «مقتل 156 شخصاً على الأقل في أعمال شغب قام بها المسلمون الإيغور في منطقة شينجيانغ». وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شيخنوا» إن «أعمال العنف في أورومتشي، عاصمة هذه المنطقة، شملت آلاف الأشخاص».

وذكر قائد الشرطة في المنطقة، ليو ياو هوا، في مؤتمر صحافي، أن حصيلة القتلى لا تزال مرشّحة للزيادة. وأضاف إن الشرطة اعتقلت مئات من المتورطين في الشغب، بينهم عشرة على الأقل من المشتبه في إذكائهم للاضطرابات. وقال «إن الشرطة لا تزال تبحث عن نحو 90 آخرين من المتهمين الرئيسيين في المدينة».

وحمّلت حكومة شينجيانغ مؤتمر الإيغور العالمي الانفصالي، بزعامة ربيعة قدير، التي تعيش حالياً في الولايات المتحدة بعد سجنها لسنوات واتهامها بتخطيط أنشطة انفصالية، مسؤولية تدبير أعمال العنف. وقال مسؤول حكومي في بيان له إن «تحقيقاً أولياً» أظهر ذلك.

في المقابل، اتهم الإيغور المقيمون في المنفى قوات الأمن الصينية «بالقيام برد فعل مبالغ فيه أثناء تفريق تظاهرات سلمية قام بها آلاف الأشخاص»، على خلفية احتجاج على معالجة الحكومة لاشتباك وقع بين عمال صينيين من الهان والإيغور في أحد المصانع في جنوب الصين، حيث قتل اثنان من الإيغور في شاوجوان، معتبرين أن الأعمال مدبّرة.

وقال مراسل وكالة «فرانس برس» في المنطقة إن «شرطة مكافحة الشغب وقوى أمنية أخرى مسلحة برشاشات، وتحمل الدروع الواقية، شوهدت في شوارع أورومتشي لمنع حصول تظاهرات جديدة».

وفي وقت لم يصدر فيه أي تعليق عن الرئيس الصيني هو جينتاو على الأحداث، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، كل الحكومات في العالم إلى معالجة النزاعات عبر الحوار، وإلى احترام الحقوق الديموقراطية. وقال «بمعزل عن المكان الذي تجري فيه الاضطرابات، فإن موقف الأمم المتحدة وأمينها العام واضح، أن جميع النزاعات سواء الداخلية أو الدولية يجب أن تحل سلميّاً ومن خلال الحوار».

وتعدّ شينجيانغ بوابة العلاقات التجارية والطاقة مع آسيا الوسطى، وهي غنية بالغاز والمعادن والمنتجات الزراعية، كما تحتوي على احتياطي النفط الأساسي للصين. لكن الكثير من الإيغور يقولون إنهم لا يرون شيئاً يذكر من تلك الثروة.

ويشار إلى أن شينجيانغ، التي تتمتع بحكم ذاتي، شهدت مطالبات بالاستقلال عن بكين، وقد تصاعدت الاضطرابات في 1990 بعد انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان واستقلال الجمهوريات الثلاث المسلمة عن الاتحاد السوفياتي السابق. ومنذ اعتداءات 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة، كثفت بكين ضغوطها على المنطقة بذريعة مكافحة الإرهاب، واستطاعت إدراج الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية، أحد تنظيمات الإيغور، على قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية المرتبطة بـ«القاعدة». وفي 2008، نفذت الصين إجراءات أمنية مشدّدة واعتُقل 1300 شخص بتهمة تعريض الأمن القومي للخطر، لكن ذلك لم يمنع وقوع الهجوم الأكثر دموية في 4 آب على مركز الشرطة في شينجيانغ أودى بحياة 17 شخصاً وجرح 15.



(رويترز، ا ف ب، شيخنوا)