أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أن الولايات المتحدة لم تعط إسرائيل «على الإطلاق» الضوء الأخضر لمهاجمة إيران لمنعها من امتلاك السلاح النووي، وذلك في معرض توضيحه لتصريحات نائبه جو بايدن، الذي ألمح فيها إلى عدم معارضة واشنطن لضربة عسكرية إسرائيلية لمنشآت إيران النووية. وقال أوباما «بالتأكيد لا. أنا في غاية الوضوح في هذا الشأن»، مضيفاً «قال نائب الرئيس جو بادين بطريقة قاطعة إنه لا يمكننا أن نملي على دول أخرى ما عليها القيام به من الناحية الأمنية». وقال أوباما، في تصريح لشبكة «سي أن أن» الإخبارية الأميركية من موسكو، «لقد قلنا مباشرة للإسرائيليين إنه من المهم المحاولة وحلّ هذه المسألة (النووية الإيرانية) في إطار دولي، بطريقة لا تثير نزاعاً كبيراً في الشرق الأوسط». وتابع «هذا ينطبق أيضاً على سياسة الولايات المتحدة لتسوية مشكلة القدرات النووية الإيرانية»، مضيفاً أنه يفضّل «القنوات الدبلوماسية». وتابع «إنها مهمة صعبة. لطالما قلت إننا نحافظ على القانون. وبصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة، أحتفظ بحق اتخاذ أي قرار يكون ضرورياً لحماية الولايات المتحدة».وفي السياق، نقلت صحيفة «واشنطن تايمز» عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن إسرائيل لم تطلب مساعدة أميركية أو إذناً، لأن حكومة بنيامين نتنياهو «لا تريد أن تخاطر وتواجه رفضاً أميركياً».
وأوضح مسؤول إسرائيلي آخر أن نتنياهو مصمّم على أنه لا جدوى من الإصرار، بعد الردّ السلبي الذي أعطاه الرئيس السابق جورج بوش لرئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، عندما طلب عام 2008 الماضي مساعدة أميركية لضربة إسرائيلية محتملة لإيران.
وقال المسؤول إنه «كان هناك قرار بعدم الضغط في هذه القضية، لأنه كان لا يتناسب مع سياسة الحوار وما نعرفه عن مقاربة أوباما تجاه إيران».
من جهته، حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من تصريحات نائب الرئيس الأميركي. وقال للصحافيين «سمعنا بعض التصريحات الأميركية التي حاولت أن تفسر هذا الموقف، ونحن نرجو أن يعود الأمر إلى مائدة الحوار مرة أخرى، وألا يغامر أحد بحرب أخرى، فالشرق الأوسط لا يحتمل حرباً أخرى».
وكان رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، قد حذّر من أن إيران ستعتبر «الأميركيين مسؤولين عن أي مغامرة يقوم بها الكيان الصهيوني»، مؤكداً أن «الكيان الصهيوني لا يمكنه القيام بأي عملية من دون أن يحصل على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة»، ومشيراً إلى أن الرد الإيراني «سيكون حاسماً ومؤلماً».
(أ ف ب، يو بي آي)