تشتد العملية العسكرية الهجومية لقوات حلف الأطلسي بقيادة واشنطن ضدّ معاقل «طالبان» في أفغانستان، ولا سيما في إقليم هلمند الجنوبي، ومعها يرتفع عدد القتلى أكان في صفوف الجيش الأميركي الأطلسي أم المتمرّدين، وأيضاً ترتفع المخاطر وحرارة التحذيرات وترقّب الرأي العام للحرب التي شبّهها البعض بمستنقع فييتنام؛ وقد حذّر وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، من أنه يتعين على القوات أن «تحرز تقدماً بحلول الصيف وإلا فستخسر تأييد الرأي العام وتشكّل تصوراً باستحالة النصر».وقال غيتس، في حديث إلى صحيفة «لوس أنجلس تايمز»، إن هذا الانتصار هو «احتمال بعيد المدى في إطار أي سيناريو، وليس من المتوقع أن تنتصر الولايات المتحدة في الحرب في غضون سنة»، لذلك دعا القوات الأميركية إلى أن تبدأ بتغيير الوضع في غضون عام، وإلّا فستواجه خسارة تأييد الرأي العام.
وأوضح وزير الدفاع أنه «بعد تجربة العراق، لا أحد مستعداً لرحلة طويلة لا يبدو أننا نتقدم فيها»، مضيفاً «القوات تعبت والشعب الأميركي متعب جداً». وقال إن الأميركيين قد يكون لديهم الصبر لمواصلة الحرب في أفغانستان فقط إذا بدأت المقاربة العسكرية الجديدة بإخراج الصراع من الورطة.
في غضون ذلك، بثت «الجزيرة» شريطاً مصوّراً لحركة «طالبان»، أول من أمس، يظهر فيه الجندي الأميركي الذي أسرته في نهاية حزيران في جنوب أفغانستان. ويظهر الجندي الشاب في التسجيل، الذي تبلغ مدته 28 دقيقة، حليق الرأس مع لحية خفيفة ويرتدي قميصاً أفغانياً طويلاً أزرق ويجلس متربعاً على وسائد.
وأوضح الرهينة أن عمره 23 عاماً وأنه من ولاية إيداهو ويعمل في قاعدة ولاية بكتيكا (جنوب شرق). وأجاب في الشريط عن أسئلة طُرحت عليه، فقال «إننا اجتحنا إلى بلد مستقل وشعب مستقل. قالوا لنا إنه علينا أن نقبل التسبب بسقوط ضحايا مدنيين، وأن هذا ليس أمراً مهماً. قادتنا قالوا لنا إنه علينا أن نحصل على معلومات بأي شكل، وليست هناك قواعد لما علينا فعله. وعدد القتلى الأميركيين أكبر مما تقول الحكومة الأميركية. وهناك انتحار وفرار». وعن رسالته قال «أرجوكم.. أرجوكم.. أعيدونا إلى الوطن حتى نعود إلى المكان الملائم لنا وليس هنا لنضيع وقتنا وأرواحنا».
ويظهر الأسير وهو يشرب الشاي ويتناول الطعام، ويقول إنه يلقى معاملة جيدة جداً، مؤكداً أنهم (طالبان) «أشخاص عاديون يقاتلون من أجل معتقداتهم وديانتهم وبلدهم». وهذا هو أول جندي أميركي تأسره الحركة منذ بداية الغزو الأميركي في نهاية 2001.
وأكد الجيش الأميركي صحة الشريط، مندداً باستخدامه «أداة للدعاية» من جانب «طالبان». وقال إن «القوات الأميركية والتحالف يفعلون ما بوسعهم للعثور على الجندي وإعادته سالماً». وأكد البنتاغون هوية الجندي الذي قال إن اسمه بوي بركدال من إيداهو.
وأعلن مركز العمليات الجوية في الجيش الأميركي في الدوحة، في بيان له، أن طيارَي المقاتلة الأميركية من طراز «أف 15 إي» التي تحطمت أول من أمس في شرق أفغانستان قَضيا جراء هذا الحادث. وقال إن «الضابطين في القوات الجوية الأميركية قتلا هذا الصباح (السبت) في تحطم (المقاتلة) أف 15 إي». وأوضح أن «حادث التحطم لم يكن ناجماً عن نيران عدوة».
وفي حادث آخر، أعلن سلاح الجو الأسترالي مقتل جندي أسترالي وجرح آخر في أفغانستان بانفجار عبوة ناسفة. كما لقي 15 شخصاً مصرعهم في حادث تحطم مروحية مدنية تمتلكها شركة روسية خلال إقلاعها من قاعدة جوية تابعة لحلف الأطلسي جنوب أفغانستان، فيما أعلنت القوات الأفغانية مقتل 35 متمرداً في جنوب البلاد.
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)