strong>اتهم رفسنجاني وخاتمي ونوري بشنّ حملة ضدّه وبجمع أموال بطرق غير مشروعة تحوّلت المنافسة الحامية بين المرشّحين للرئاسة الإيرانيّة من الشارع الى حلبة المناظرة التلفزيونية، حيث شهدت إيران خطوات غير مسبوقة على هذا الصعيد، أمام ملايين المشاهدين، الذين فوجئوا بهجوم الرئيس محمود أحمدي نجاد على معارضيه

طهران ــ محمد شمص
فوجئ ملايين الإيرانيين بما كشفه رئيسهم محمود أحمدي نجاد، في المناظرة التلفزيونية التي وصفت بالتاريخية مع منافسه الإصلاحي الى الانتخابات الرئاسية التي تجرى في 12 حزيران، مير حسين موسوي، بشأن الفساد المالي والاقتصادي في عهد «حكومات الحلف الثلاثي المتآمر» ضده، في إشارة الى الرئيسين السابقين علي أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، ورئيس البرلمان السابق علي أكبر ناطق نوري.
نجاد، الذي بدا قلقاً من نتائج الانتخابات بعد إحصاءات أشارت الى تقدّم لافت لمنافسه في طهران وبعض المحافظات الكبرى، قرّر كشف المستور، فوجّه أمام نحو ملايين الايرانيين الذين شاهدوا المناظرة، الاتهام مباشرة لكل من رفسنجاني وأولاده وناطق نوري ونجله، والى عدد من المسؤولين في حكومة خاتمي، بجني مليارات الدولارات والحصول على ثروة طائلة عبر طرق غير مشروعة.
وسأل نجاد موسوي «من أين حصلت زوجتك (زهراء رهنورد) على شهادة الدكتوراه، فيما الوثائق تؤكد أنها لم تشارك في امتحان التخرج؟». وتساءل أيضاً عن مصادر المليارات التي تصرف في الحملة الانتخابية لمنافسه الإصلاحي.
وكشف الرئيس الايراني عن أن رفسنجاني كان قد طمأن أحد الملوك الخليجيين بأن حكومة نجاد لن تصمد أكثر من ستة أشهر، عارضاً «إنجازات» سياساته الخارجية، حيث «الملف النووي قد طوي وليس هناك ثمة خطر يتهدد إيران». وأضاف إن الاصلاحيين في عهد خاتمي «هم من ورّطوا البلاد بسبع قرارات لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذات الصفة القانونية».
وعن موقفه من أميركا وإسرائيل، أوضح نجاد أنه في زمن منافسيه الاصلاحيين «كانت أميركا تريد تقويض النظام في إيران وإسقاطه رغم سياسة مد اليد والانفتاح نحوها. أمّا الآن فإن الإدارة الأميركية لم تعد تريد ذلك بل تطلب الحوار والمساعدة من إيران».
وتساءل نجاد «هل كان ينبغي علينا أن ننتظر العدو ليدخل الى بيتنا ونقاتله؟»، مضيفاً «إن ما أثرته في قضية الهولوكوست، يأتي في إطار سياسة وافق عليها المرشد الأعلى للثورة بنفسه، وهو موقف النظام وليس موقفاً منفرداً كما يقول موسوي».
في المقابل، رأى موسوي أن هذه الاتهامات الموجهة إليه وإلى حلفائه، «هي سياسية بامتياز وليست قضائية». وشن هجوماً عنيفاً على سياسات نجاد الخارجية والداخلية، التي وصفها بالانفعالية «فهي السبب في عزلة إيران حيث لا يوجد صديق لها في المنطقة». وقال موسوي إن «الايرانيين تعرّضوا للإهانة حول العالم منذ انتخابكم. أنا أشعر بأسى حقيقي لهم».
ووصف موسوي شعارات نجاد «بالأسطورية والخيالية والسطحية»، ولا سيما بشأن زوال إسرائيل من الوجود وانهيار الولايات المتحدة، مشيراً الى أنها أضرت بإيران خلال السنوات الأربع الاخيرة.
من جهته، وجّه رفسنجاني عبر مكتبه، كتاباً الى رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، يطالبه فيه بإعطائه الفرصة وتحديد الوقت للرد تلفزيونياً على اتهامات نجاد، التي وصفها بالكاذبةأمّا المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية، علي خامنئي، فقد علّق بطريقة غير مباشرة على الانتقادات التي يتعرّض لها نجاد، بقوله إنه يجب ألاّ يكون «احترام» الجمهورية في العالم محل تشكيك. وأضاف أن «احترام أمتنا اليوم ينعكس في العالم»، مضيفاً «أنا لا أقبل أقوال من يتخيّلون أن أمتنا جرى التقليل من شأنها في العالم بسبب التزامها بمبادئها. هذا المسار سيستمر حتى تحقيق الانتصار النهائي».
ورأى خامنئي، أمام أكثر من مليون ونصف مليون إيراني في الذكرى العشرين لوفاة الإمام الخميني، أن «المرونة والضعف الذي نشهده اليوم في الموقف الغربي وتراجع إسرائيل عن أطماعها من النيل الى الفرات، إنما هو نتيجة تقدّم المسلمين وصحوتهم، وأن إيران استطاعت توجيه صفعة قوية وأليمة لإسرائيل».
من جهة ثانية، أعلن خامنئي أن الولايات المتحدة «مكروهة بشدة» في الشرق الأوسط، موجّهاً حديثه الى الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي خاطب المسلمين من القاهرة. وتشكّك في نوايا أميركا للتغيير، قائلاً إن «شعوب هذا الجزء من العالم تكره أميركا بشدة لأنها طوال سنوات كثيرة شهدت عنفاً وتدخلاً عسكرياً وانتهاكات للحقوق وتمييزاً.. من أميركا»، مشدداً على أنه «حتى إذا وجّهوا (خطباً) معسولة وجميلة الى الأمة الاسلامية، فهذا لن يحدث تغييراً. لن يتغير شيء بالخطب والشعارات».