h1>نجاد يؤكد «ثقة الشعب» والقضاء يتوعّد مثيري الاضطرابات بالإعدام والحرس يحذّر الإعلام الإلكترونيبانتظار ما سيبتّه مجلس صيانة الدستور الإيراني بشأن صدقيّة نتائج الانتخابات الرئاسية، أصرّ مؤيّدو المرشّح الإصلاحي مير حسين موسوي على التحرك في الشارع، ولو بهدوء، مطالبين بإعادة هذه الانتخابات، التي وضعت البلاد أمام تطورات مفصلية، أثارت «قلق» العالم
استمرّت أمس تحركات التيارات المعارضة للحكومة الإيرانية، والمطالبة بإعادة الانتخابات الرئاسية، فيما أكد الرئيس محمود أحمدي نجاد أن إعادة انتخابه تمثّل دليلاً على ثقة الشعب بحكومته.
وتظاهر عشرات الآلاف من أنصار المرشّح الخاسر، مير حسين موسوي، وسط طهران، وساروا بهدوء بين ساحتي «هفت التير» و«انقلاب»، من دون وقوع حوادث.
وجدّد موسوي دعوته إلى إلغاء نتائج هذه الانتخابات، وتنظيم انتخابات جديدة، معتبراً أنها «خديعة مخجلة». ودعا «الشعب الإيراني» إلى الحداد، اليوم الخميس، مع تجمعات ومسيرات عن أرواح ضحايا التظاهرات المناهضة للسلطة. وقال بيان نُشر على موقعه على الإنترنت إن «موسوي يطلب من الشعب الإيراني التجمع في المساجد وإجراء مسيرات سلمية لمواساة عائلات الشهداء والجرحى في الأحداث الأخيرة»، موضحاً أنه شخصياً سيشارك «في مراسم» خاصة بالحدث.
وتضامناً مع المحتجّين في إيران، تظاهر عشرات الإيرانيين المقيمين في الكويت، أمس، أمام سفارة بلادهم احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ولبس نحو خمسين شاباً قمصاناً سوداء كتب عليها بالإنكليزية «نجاد أين صوتي» و«موسوي نحن نؤيدك». وذكر متظاهرون أن تجمعاً أكبر سينظم يوم الأحد المقبل في المكان نفسه، حيث يعيش نحو سبعين ألف إيراني في الكويت.
كذلك تجمّع نحو مئة متظاهر أمام القنصلية الإيرانية في دبي، ورفعوا شعارات مناهضة للرئيس الإيراني ولفوزه في الانتخابات. وقال منظّمو التظاهرة إن الشرطة سمحت لهم بتنظيم تجمّعات أمام القنصلية لثلاثة أيام في خطوة نادرة.
في المقابل، رأى نجاد أن إعادة انتخابه تمثّل دليلاً على ثقة الشعب بحكومته. وقال، في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية الطلابية (اسنا)، إن «نتائج الانتخابات، تؤكد أن عمل الحكومة التاسعة (التي ترأسها بين 2005-2009) يقوم على النزاهة وخدمة الشعب».
وأكد نجاد، غداة عودته من روسيا حيث شارك في مؤتمر قمة «شنغهاي»، أن نتائج الانتخابات تدعم «الدفاع عن الثورة» على الصعيد الدولي، مضيفاً أن الانتخابات الرئاسية في إيران «تفوّقت على الديموقراطية الغربية»، لجهة النسبة المرتفعة على صعيد المشاركة، والتي بلغت 85 في المئة.
في هذه الأثناء، قال مصدر إصلاحي، لوكالة «رويترز»، إن رئيس تحرير صحيفة «سرمايه» الاقتصادية اليومية، سعيد ليلاز، والناشط محمد رضا جالايبور، اعتقلا أمس. كذلك اعتقل أستاذ علم الاجتماع في جامعة طهران، حميد رضا جلائي بور، المساهم في حملة موسوي، في منزله، حسبما أعلن زميله عيسى سهرخيز لوكالة «فرانس برس».
وكان المدعي العام لإقليم أصفهان في وسط إيران، محمد رضا حبيبي، قد حذّر «العناصر القليلة» التي وقفت وراء الاضطرابات بأنهم قد يواجهون عقوبة الإعدام طبقاً للشريعة الإسلامية، مضيفاً أن هذه العناصر تحرّكها «أصابع خارج إيران». وطالبهم بوقف «الأنشطة الإجرامية».
وفي السياق، اتهمت وزارة الخارجية، في بيان، وسائل إعلام غربية بأنها «متحدثة باسم من يقومون بأعمال الشغب»، ونبّهت إلى أنه «سيتم القضاء» على هؤلاء «الأعداء».
وأورد البيان أن «بعض الدول، في رد فعل متسرع وغير مهذب حيال التظاهرات غير القانونية، أعلنت دعمها لتلك التظاهرات بخلاف المبادئ والقواعد الديموقراطية، وباتت المتحدث باسم من يقومون بأعمال الشغب، وشوّهت بذلك الصورة المضيئة للجمهورية الإسلامية».
وهددت السلطات الإيرانية هذه الدول «بتغيير مقاربتها غير الصحيحة حيال الأحداث الإيرانية» تحت طائلة «تصفية أعداء الوحدة الوطنية الإيرانية في الوقت المناسب ومن دون أدنى شك».
بدوره، حذّر الحرس الثوري الإيراني، في بيان، وسائل الإعلام الإلكترونية و«من يروّجون لأعمال شغب ويتوعّدون الناس عبر الإنترنت، بأن يعلموا أنهم سيتعرّضون لتحرّك قضائي شديد من جانبنا. نطلب منهم أن يسحبوا هذه النصوص».
إلى ذلك، أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، حسن كامران، أن وزارة الأمن تمكنت من كشف العناصر التي تقف وراء الاضطرابات الأخيرة. وأشار إلى الاجتماع المشترك الذي انعقد الثلاثاء، بين أعضاء لجنة الأمن القومي ومسؤولين في وزارة الأمن، حول الاضطرابات التي وقعت أخيراً، قائلاً «إن مسؤولي وزارة الأمن أعلنوا أنه تم كشف العناصر التي تقف وراء الاضطرابات الأخيرة في طهران، وقد تم اعتقال بعضهم، بينما تم توجيه تحذير للبعض الآخر بأن يتجنبوا العمل بطريقة تؤدي إلى ممارسات شغب واضطرابات».
(أ ف ب، رويترز، مهر)