تراجع باراك أوباما، وقرر معارضة نشر صور التعذيب. المبرّر «تأجيج مشاعر الكراهية ضد أميركا». مهما يكن، فالأكيد أنه نكث جديد بوعوده، ويبدو أنه لن يكون الأخيرأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه سيحاول إلغاء قرار المحكمة القاضي بنشر الصور التي تظهر الجنود الأميركيين يقومون بتعذيب معتقلين، مبرراً قراره بأن نشرها سيعرّض القوات الأميركية في أفغانستان والعراق للخطر، وسيعرّض مهمته لتحسين الصورة الأميركية في العالم للخطر.
وأمر أوباما إدارته بالاعتراض على الأمر الصادر عن القضاء، والذي يطلب من وزارة الدفاع نشر الصور. وقال: «أعتقد، في الواقع، أن النتيجة المباشرة لنشرها هي تأجيج إضافي للمشاعر المناهضة لأميركا، وتعريض جنودنا لخطر أكبر». وشدّد على أن التجاوزات بحق معتقلين «محظورة ولن يُتساهل حيالها»، مشيراً إلى أن كل التصرفات التي أظهرتها هذه الصور صدرت عقوبات بحقها.
وكان القضاء قد أمر وزارة الدفاع بنشر 44 صورة إثر دعوى رفعها الاتحاد الأميركي للحريات المدنية. ويفترض على البنتاغون أن ينفذ الأمر بحلول 28 أيار.
وذكر الإعلام الأميركي أن أوباما تعرّض لضغوط عسكرية من أجل منع نشر الصور، وهو ما نفاه المتحدث باسم البيت الأبيض روبيرت غيبس. لكن بحسب زميله جيف موريل، فإن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريموند أوديرنو، الذي التقى أوباما قبل يومين، دافع بشدة عن عدم نشر الصور، كذلك فعل وزير الدفاع روبرت غيتس.
قرار أوباما، الذي يعدُّ تراجعاً عن وعود قطعها سابقاً، لقي انتقاداً واسعاً من المؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان. ورأى الاتحاد الأميركي للحريات المدنية أن «اعتماد إدارة أوباما تكتيكاً معروفاً وسياسات غامضة كانت تعتمدها إدارة (سلفه جورج) بوش يخالف بشدة الرغبة التي عبّر عنها الرئيس في إعادة دولة القانون». وندّدت منظمتا العفو الدولية و«هيومن رايتس ووتش» أيضاً بقرار إدارة أوباما.
ويبدو أن أوباما لن يكتفي بمنع نشر الصور، إذ قد يذهب أبعد من ذلك. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن ادارة أوباما «تدرس خططاً لاحتجاز بعض المشتبه في ضلوعهم في الإرهاب على الأراضي الاميركية لأجل غير مسمّى، من دون محاكمة، وذلك في إطار خطته لإلغاء المحاكم العسكرية الاستثنائية التي مثل أمامها معتقلون في غوانتنامو». وأضافت أنه جرى إطلاع عدد من أعضاء الكونغرس على هذا الاقتراح الذي هو جزء من النقاشات الداخلية التي تجريها الإدارة بشأن كيفية التعامل مع المعتقلين قبل إغلاق معسكر غوانتنامو العام المقبل.
(أ ف ب، يو بي آي، أ ب)