Strong>أسدلت كولومبو أمس الستار عن حرب انفصالية قادها “نمور التاميل” منذ 37 عاماً، بعرض تلفزيوني أظهر “النمر الأول”، فيلوبيلاي براباكاران، جثةً هامدة، داحضةً ادعاءات بقائه حياًأعلنت سريلانكا رسمياً أمس، النصر على “نمور التاميل”، وعرضت جثة قائدهم فيلوبيلاي براباكاران على التلفزيون، رغم أن “النمور” أكدوا أنه معافى وفي مكان آمن.
وقال الرئيس ماهيندا رجاباكسي: “لقد هزمنا الإرهاب بالكامل، وباتت الدولة تمارس سلطتها على كل شبر من أراضي” الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي. وأضاف، في كلمة أمام البرلمان بلغة التاميل: “نيتنا إنقاذ شعب التاميل من قبضة المتمردين القاسية. يجب علينا جميعاً أن نعيش الآن على قدم المساواة في هذا البلد الحر”. وقال: “لقد أثبتنا أن في وسعنا تسوية مشكلاتنا، وسنخرج بحل سياسي محلي”.
وسُمح للتلفزيون الرسمي ببث شريط مصوّر تظهر فيه جثة يعتقد أنها جثة زعيم المتمردين، ويعرض وجهه بوضوح وعيناه مفتوحتان، وبطاقة هوية “النمر الأول”.
غير أنّ حركة “نمور تحرير إيلام تاميل” أعلنت بعد كلمة الرئيس أنّ براباكاران مؤسسها وقائدها الأعلى منذ 1972 “على قيد الحياة وفي مكان آمن”. وقال مسؤول العلاقات الدولية في حركة التمرد، سلفاراسا باثماناثان، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني «تاميل نت.كوم»: «إن زعيمنا سيبقى يترأس السعي لتحقيق الكرامة والحرية لشعب التاميل».
وأضاف باثماناثان: «كان الرئيس والحكومة السريلانكية بحاجة إلى مواصلة التهليل في احتفالهما بالنصر، فأخرجت السلطات العسكرية هذه القصة التي عرضت بتفصيل سقوط زعيم التاميل والتي نرفضها تماماً”.
موقف استدعى رد كولومبو، التي قال قائدها للسلاح البحري الجنرال ساراث فونسيكا: “يسعدني أن أؤكد أننا قتلنا براباكاران، هذا القائد الإرهابي الشديد العنف”.
ومع انتهاء الحرب، شدّد الرئيس السريلانكي على ضرورة قيام تسوية سياسية بين الغالبية السنهالية (74 في المئة) والأقلية التاميلية التي تمثّل 12.5 في المئة. ويأمل السياسيون المعتدلون من التاميل اليوم ألا يتجاهل النظام السنهالي مطالبهم، ويعقدون آمالاً كبرى على التعديل الدستوري الـ13، الذي ينص على لامركزية في الولايتان الشمالية والشرقية حيث يتركز السكان التاميل.
إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، أنه سيزور سريلانكا نهار الجمعة المقبل، للوقوف على الأضرار الإنسانية التي خلّفتها الحرب.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)