المحافظون يتّهمون خصومهم باستخدام شعارات أوباما... وكروبي يعترف بصعوبة المواجهةطهران ــ محمد شمص
تتفاءل بعض مصادر الإصلاحيين بأن مرشّحها للرئاسة، مير حسين موسوي، بات يملك حظوظاً أكبر للفوز في الانتخابات التي تُجرى في 12 حزيران المقبل، رغم الدعم الذي تلقّاه خصمه الرئيس الحالي، محمود أحمدي نجاد، من أعضاء مجلس الشورى أول من أمس.
فالرئيس نجاد، الذي التقى وفداً من 211 نائباً في «زيارة تضامنية» أكد خلالها النواب وقوف «المبدئيين» إلى جانبه، لا يبدو أنه يحظى بدعم رئيس البرلمان علي لاريجاني ونائبه محمد رضا باهنر، ورئيس مجلس الشورى الأسبق علي أكبر ناطق نوري، الذين غابوا عن هذا اللقاء. هذا الغياب، عدّته مصادر الإصلاحيين دليلاً آخر على معارضة لاريجاني، وبعض نواب تيار المحافظين، الذي يدور في فلكه، للرئيس الحالي، ودعمهم تحديداً للمرشّح الإصلاحي، بينما قلّل رئيس «تكتل الثورة الإسلامية» في البرلمان، النائب روح الله حسينيان، من أهمية عدم حضور الغائبين عن هذا الاجتماع.
وكشف حسينيان أن استطلاعاً أجري أخيراً لا يزال يشير إلى تقدّم نجاد على موسوي بنسبة عشرين في المئة من الأصوات، فيما يتمسّك رئيس الماكينة الانتخابية لموسوي، نجف قلي حبيبي، بنتائج استطلاع أجراه طلاب جامعة طهران يؤكد تقدّم موسوي بنسبة كبيرة على نجاد.
وتنشط ماكينة موسوي الانتخابية بقوة في الجامعات، وفي كل شوارع طهران وساحاتها. ويكاد يكون اللون الأخضر الذي اختاره لحملته الانتخابية، طاغياً ومهيمناً على العاصمة. ويتناقل الناس الشائعات ورسائل الـ SMS القصيرة، عن نيّات موسوي التغييرية، وعن أنه سيكمل ما بدأه الرئيس السابق محمد خاتمي، من تغييرات جذريّة. تغيّرات تتعلّق بالدرجة الأولى بمنح الشباب والشابات المزيد من الحريّات الفردية.
شعارات الإصلاحيين هذه، يعلّق عليها الأمين العام للتجمّع الإسلامي الطلّابي، علي جوادي، بالقول إن «بعض مرشحي الإصلاحيين يستخدمون في حملاتهم الانتخابية شعارات أميركية بصورة وقحة»، مشيراً إلى شعار التغيير المكتوب باللغة الإنكليزية «CHANGE»، باعتباره الشعار نفسه الذي رفعه الرئيس الأميركي باراك أوباما في الانتخابات الأميركية. إضافةً إلى شعارات تنال من نجاد شخصياً من قبيل «الموت للديكتاتور».
ويبدو أن فائزة رفسنجاني، ابنة رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني، قد انضمت إلى الحملة الإصلاحية ضد نجاد، حين سخرت من سلوكه السياسي، وحذّرت الناخبين من أن «انتخابه مجدداً سيجعله يعتقد بأنه الإمام المهدي المنتظر».
أمّا الرئيس خاتمي، فإنه لن ينسى رفض مجلس صيانة الدستور لترشيحات أعداد كبيرة من مرشّحي الإصلاحيّين للانتخابات البرلمانية في الدورة السابعة، مشدّداً على ضرورة «إكمال ما بدأناه في آخر سنتين من وجودنا في السلطة» لجهة توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية ومسؤولياته في تطبيق الدستور.
إلا أن المرشّح الإصلاحي رئيس حزب «اعتماد مللي»، مهدي كروبي، يعترف بصعوبة المواجهة مع نجاد، الذي رأى أنّه المنافس الرئيسي، قائلاً «إن منافسنا في القمة، ونحن في الوادي، لكن يمكن إنزاله من القمة، على أن الرهان في ذلك على أكبر نسبة مشاركة، ولا سيّما من تلك الشريحة الصامتة والمتردّدة من الناخبين».
واتّهم كروبي أنصار نجاد بأنهم لا يدفعون باتجاه مشاركة واسعة، بهدف ضمان فوز الرئيس.
بيد أن نجاد، الذي جدّد وعده بتقسيم أموال النفط على موائد الإيرانيين، كشف عن مشروع جديد، يقضي بتوزيع أسهم وزارة النفط على الإيرانيين كافة.
ويرى مناصرو نجاد أنه الرجل المناسب للمرحلة المقبلة، في ظل التحديات الخارجية، وتحديداً في الملفيّن الأميركي والنووي. عن ذلك تقول عضو البرلمان، عشرت شايق، إن «نجاد استطاع إخضاع الإمبراطوريات الإعلامية في الشرق والغرب».
ولعلّ ما يخدم نجاد في المعركة الانتخابية الحامية، السجالات الكلامية والمناوشات بين خصومه من مناصري الإصلاحيين، حيث يقوم أنصار موسوي بتمزيق صور كروبي في شوارع طهران، بل حتى موكب الشيخ كروبي تعرّض لمحاولات اعتداء.
في غضون ذلك، يواجه الإصلاحيون قيوداً تمنعهم من استخدام وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية التي يسيطر عليها المحافظون، حسبما ذكرت وكالة «فرانس برس» في تقرير أمس. ويعوّضون عن ذلك باستخدام الإنترنت لتعبئة مناصريهم قبل الانتخابات الرئاسية.
وتقول رسالة إلكترونية يجري ترويجها منذ أيام «إذا كنتم لا تريدون المشاركة في الانتخابات، ففكّروا فقط في اليوم الذي سيليها، حين يردكم إعلان إعادة انتخاب نجاد».
وقال أحد أشهر أصحاب المدوّنات الإيرانية، زورباح شهرستاني، «في الماضي كان هناك ربما مدونتان أو ثلاث مدوّنات فقط تتعاطى السياسة من أصل مئة مدوّنة. أما اليوم، فمن أصل المدوّنات المئة التي أتابعها بانتظام، هناك خمسون مدوّنة تتحدث عن الشؤون السياسية والانتخابات»، مشيراً إلى أن «بعضها يدعم موسوي، لكنها في معظمها تكتفي بالتشديد على ضرورة المشاركة في الانتخابات».
وارتفع عدد «أصدقاء» موسوي على إحدى صفحات «فايسبوك» من 5200 إلى أكثر من 7200 خلال أيام الحظر الثلاثة، التي جرى خلالها منع هذا الموقع في إيران.

(أ ب)