Strong>ها هي وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، تعانق إسرائيل بجملة مواقف، بدءاً من دعوتها للتوصل إلى وقف نار مستقر في قطاع غزة، مروراً بضرورة حلّ الدولتين، وصولاً إلى دعمها أي حكومة جديدة في إسرائيلدعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أمس، الحكومة الإسرائيلية الانتقالية إلى التوصل إلى «وقف نار مستقر في قطاع غزة»، مشيرة إلى أن «الخطوة الأولى بدءاً من الآن، من دون انتظار حكومة جديدة، هي التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار». وأشارت إلى أن «ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا إذا أوقفت حماس إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل».
وبررت كلينتون الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في نهاية شهر كانون الثاني الماضي قائلة، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرتها الإسرائلية تسيبي ليفني، إنها «لا تتوقع من إسرائيل أن تبقى مكتوفة الأيدي حيال تعرضها لإطلاق الصواريخ»، مضيفة: «لا نتوقع من أي أمة أن تقف مكتوفة الأيدي حين يطلقون عليها قذائف صاروخية».
وتناولت كلينتون مسيرة التسوية المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وقالت إنه «يجب التوصل إلى الحل المبني على قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية». ورأت أن «الخطوة الأولى باتجاه إحلال السلام في الشرق الأوسط يكمن في وقف مستمر لإطلاق النار»، مضيفة: «نحن نشاطر إسرائيل قلقها من كل ما يتعلق بإيران التي تموّل التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك حماس».
من جهتها، توجهت ليفني إلى نظيرتها الأميركية بالقول إن «حماس تحاول مهاجمة إسرائيل في كل يوم»، لكنها أضافت أنه «ينبغي استمرار مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، إلا أن الأمر الأهم حالياً هو وقف النار». فأجابتها كلينتون قائلة إنّ «على حماس وقف إطلاق الصواريخ ووقف عمليات التهريب».
وتابعت كلينتون جولتها على المسؤولين الإسرائيليين، وأكدت خلال لقاء مع الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، استمر نحو 45 دقيقة في مقره في القدس المحتلة، أن الولايات المتحدة «تحترم الديموقراطية في إسرائيل وستقف إلى جانب أي حكومة سوف تتألف». كذلك أعربت عن تفهمها لـ«التهديدات الأمنية التي تتعرض لها إسرائيل، وتقف إلى جانبها بكل ما يتصل بأمنها»، قائلة إن الرئيس باراك أوباما «مصمم على عدم العودة إلى أخطاء الماضي، وإيجاد طرق جديدة خلاقة لمواجهة القوى المتطرفة في الشرق الأوسط».
وعن إمكان نشوب خلاف سياسي مع الحكومة الإسرائيلية المقبلة، رأت كلينتون أن «فترة ما بعد الانتخابات حساسة في إسرائيل، لكن نحن نريد أن تعلموا بأننا سنعمل مع الحكومة الإسرائيلية التي تعبّر عن إرادة الجمهور ديموقراطياً».
بدوره، قال بيريز إن «الحكومة التي ستؤلف ملتزمة عملية السلام والاتفاقيات السابقة». ولمّح إلى إمكان شن عملية عسكرية أخرى في قطاع غزة، قائلاً إنه «في الوقت الذي فعلنا ما ينبغي فعله في غزة، ومن المحتمل أن نفعل أكثر، سنضطر إلى البدء من جديد في المحادثات السياسية وفق الالتزامات السابقة».
والتقت كلينتون رئيس الحكومة المقبل، رئيس حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو، الذي أكد أن «الهدف المشترك هو الحاجة إلى فكر إبداعي للتقدم وإنتاج واقع أمني وسياسي آخر، والمسألة مرتبطة بالإرادة المشتركة للطرفين». وفيما لم يسهب في الكثير من تفاصيل اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة في فندق الملك داوود في القدس المحتلة، إلا أنه وصفه بأنه كان «عميقاً وهاماً وجيداً، وشمل الموضوع الإيراني والفلسطيني والاتفاق على اللقاء مرة أخرى بعد تأليف الحكومة».
وأوحى نتنياهو بعدم وجود ضغط أميركي في الموضوع الفلسطيني، وأن منظومة العلاقات مع إدارة أوباما جيدة. وادعى، هو ومعاونوه، بأن موضوع الدولتين لشعبين لم يطرح في المباحثات مع كلينتون، رغم أن الأخيرة كانت قد أشارت خلال لقائها مع المسؤولين الإسرائيليين، إلى هذا الموضوع أكثر من مرة. إلا أن القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أفادت أول من أمس، بأن «نتنياهو سيوضح لكلينتون أنه لن يكون هناك جمود في العملية السياسية والمفاوضات مع الفلسطينيين، لكن لن تقوم دولة فلسطينية».
وبعد اللقاء مع نتنياهو، التقت كلينتون وزير الدفاع إيهود باراك، بحضور السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، سالي مريدور، ورئيس الشعبة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد، ورئيس هيئة وزير الدفاع، مايك هرتسوغ.
ودعا باراك خلال لقائه كلينتون إلى تشديد العقوبات على إيران. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنه قوله إنه «ينبغي تشديد العقوبات على إيران وضم روسيا والهند والصين إلى مجموعة الدول التي تعمل ضد البرنامج النووي الذي تطوره طهران». وطالب «بتحديد وقت للمحادثات مع طهران، وفي موازاة ذلك دراسة إمكان فرض عقوبات شديدة عليها». وشدد على أن «إسرائيل لا ترفع أي خيار عن الطاولة، لأنه لا شك لدينا في أن الإيرانيين يستغلون المحادثات لكسب الوقت».
(الأخبار)


«حماس» تندّد بالانحياز لإسرائيلوقال المتحدث باسم حكومة اسماعيل هنية (الصورة) المقالة، طاهر النونو، في بيان، إن «تصريحات كلينتون هي قمة في الانحياز لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد أن حكومة إيهود أولمرت هي من أفشلت جهود التهدئة في اللحظات الأخيرة».
من جهته، رأى المتحدث باسم الحركة الإسلامية فوزي برهوم أن «هذه التصريحات هي دعوة صريحة لاستمرار العنف بحق الشعب الفلسطيني، وتحريض مباشر على حركة حماس وأهلنا في غزة، وتبرير وغطاء لجرائم الاحتلال الصهيوني»، مطالباً الإدارة الأميركية بأن «تصدر توضيحاً لهذه التصريحات التحريضية والداعية لاستمرار العنف، وإعادة النظر في هذه المواقف». وأضاف أن هذه التصريحات ربما «تستغلّ من المحتل الصهيوني كضوء أخضر لاستمرار استهداف المدنيين».
وكانت كلينتون، التي تزور إسرائيل للمرة الأولى منذ تعيينها وزيرة للخارجية، قد أعلنت دعم بلادها «الثابت والدائم لإسرائيل وأمنها»، في ختام لقائها مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز. وتابعت «لا شك في أنه لا يمكن أيّ دولة، بما في ذلك إسرائيل، البقاء مكتوفة الأيدي حين يتعرّض شعبها لإطلاق صواريخ».
(أ ف ب)