Strong>عاد التوتر ليسيطر على الأجواء الملغاشية. فبعد استنفاد جميع الحلول السلمية الممكنة، التي فشلت في ظل تشبّث كل طرف بمواقفه، لم يبقَ هناك سوى حل واحد: «الشارع»أعلن رئيس مدغشقر مارك رافالومانانا، مجدداً أمس، أنه لن يستقيل «أبداً»، مقترحاً تنظيم استفتاء للخروج من الأزمة، وذلك غداة انتهاء المهلة التي فرضها عليه منافسه اندري راجولينا الذي أعلن أنه يحظى بدعم الجيش.
وكان رافالومانانا، الذي يصف خصمه بأنه «صعلوك ومثير للمشاكل»، قد أكد أمام خمسة آلاف من أنصاره، تجمعوا منذ أول من أمس أمام القصر الرئاسي لحمايته من أي محاولة استيلاء من قبل المعارضة، أنه «باق في السلطة»، مضيفاً «يتعيّن علينا أن نتبع المبادئ الديموقراطية، وإذا تطلّب الأمر، فسنجري استفتاءً. لسنا خائفين من الإقدام على ذلك».
في هذا الوقت، كان راجولينا يشارك في احتفال ديني في وسط مدينة انتاناناريفو، التي باتت تحت سيطرة أنصاره. ووجه كلمة قال فيها «ما نريد تطبيقه سنعبّر عنه اليوم بالصلوات فقط».
وكان راجولينا قد أعلن في وقت سابق أن الجيش أصبح «تحت إمرته»، مؤكداً «أنه هو الذي يعطي الجيش الأوامر. أنا على اتصال دائم معهم»، مضيفاً أنه بات «يقود» البلاد على رأس «سلطة انتقالية عليا» ستتولى تنظيم انتخابات «حرة ونزيهة» خلال عامين.
وأكد قائد أركان الجيش، العقيد اندري اندرياريجاونا، أن الجيش على استعداد لدعم المعارضة «إذا أتاح ذلك عودة الهدوء» إلى البلاد.
وأشار راجولينا، الذي أقالته السلطات في مطلع شباط من منصبه كرئيس لبلدية انتاناناريفو، إلى أن «رافالومانانا سيحال إلى المحكمة في الأيام المقبلة، لمحاكمته على ما فعله، سواء على صعيد إدارة البلاد أو مجزرة السابع من شباط، حين قتل 28 شخصاً على الأقل، عندما أطلق الحرس الرئاسي النار من دون تحذير على مجموعة من أنصار المعارضة في العاصمة».
من جهته، اعتبر موفد الأمم المتحدة إلى مدغشقر تييبيليه دراميه «أن حلّ الأزمة في مدغشقر ليس بين أيدي الأمم المتحدة، لكنه بين أيدي أبناء مدغشقر»، مؤكداً أن المنظمة الدولية ستواصل جهودها بهدف التوصل إلى «مخرج تفاوضي» للأزمة.
وأعربت المفوضية الأوروبية عن «قلقها العميق» حيال الأزمة في مدغشقر، فيما دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، الذي أمل من الأطراف أن يحلّوا المشكلة عبر التفاوض، إلى عقد «اجتماع عاجل» اليوم يخصص لبحث «الوضع المتدهور في مدغشقر».
(أ ف ب، رويترز)