المليارات تتكلم في العراق، إما على شكل صفقات تسلّح أو على هيئة فساد، بينما العشرات لا يزالون يموتون يومياً وسط حالة إنكار يعيشها حكام بغداد أحيت باريس وبغداد تعاونهما العسكري الواسع مع إبرام اتفاق يشمل شراء العراق 24 مروحية، يمثّل أول عقد تسلح بين البلدين منذ عام 1990.
وأعلن وزيرا الدفاع الفرنسي ايرفيه موران، والعراقي عبد القادر العبيدي، هذا الاتفاق في وزارة الدفاع الفرنسية في باريس، بعد 19 عاماً على اجتياح العراق للكويت، الذي أدّى إلى توقف التعاون العسكري بين البلدين.
ويشمل العقد شراء 24 مروحية نقل من طراز «أي سي 635» من صنع شركة «يوروكوبتر»، وتبلغ قيمته 360 مليون يورو.
كما ينص الاتفاق على تولّي باريس مهمّات تدريب الطواقم العراقية في فرنسا على مروحيات من طراز «غازيل» توضع في تصرفهم، وصيانة المروحيات فضلاً عن الدعم التقني.
في هذا الوقت، كُشف النقاب عن فضيحة فساد أميركية جديدة في إطار إعادة إعمار العراق، إذ أكّد المفتش الأميركي الخاص، ستيورت بوين، أنّه أُهدر ما بين 3 مليارات دولار و5 مليارات من أموال دافعي الضرائب الأميركيين في الحملة التي قادتها واشنطن لإعادة إعمار بلاد الرافدين منذ عام 2003. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن بوين تحذيره، أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، من أن عمليات الإعمار في أفغانستان قد تواجه المصير نفسه إذا لم تجرِ الاستفادة من دروس العراق.
وأوضح بوين أنّ هذه الأرقام هي نتاج نحو 135 عملية تدقيق قام بها فريقه في السنوات الماضية. وكان الكونغرس قد خصص 48 مليار دولار كمساعدات لإعادة إعمار العراق، و32 ملياراً لأفغانستان.
على صعيد آخر، تحوّلت الأنباء عن زيارة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى العاصمة العراقية، إلى ما يشبه اللغز، في ظل تضارب المعلومات والتصريحات. ففي الوقت الذي نفى فيه السفير الفلسطيني لدى عمان، عطا الله خيري، أنباء الزيارة، أكدت مصادر عراقية وفلسطينية أخرى في العاصمة الأردنية أن أبو مازن سيتوجه بالفعل إلى بغداد، وأن أسباباً أمنية تحول دون إعلان توقيت الزيارة. ورغم ذلك، فإنّ الإذاعة الرسمية الفلسطينية عادت لتؤكّد خبر الزيارة التي إن حصلت، فستكون الأولى لمسؤول فلسطيني كبير منذ إطاحة نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
إلى ذلك، سجّلت معدلات العنف في العراق أمس ارتفاعاً جديداً، مع سقوط أكثر من عشرين شخصاً وإصابة نحو 38 آخرين، بينهم نساء وأطفال، في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الشعب شمال شرق بغداد. كما قتل جندي اميركي.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)