غزة ــ قيس صفدي أجمعت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة على سمات «التطرّف والإرهاب والنزعة نحو الحروب»، التي أفرزتها نتائج الانتخابات الإسرائيلية، في وقت رأت فيه السلطة أن تداعيات النتائج ستكون شلل عملية السلام.
وقال المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، إن الانتخابات الإسرائيلية أفرزت عملياً «ثلاثة رؤوس للإرهاب؛ زعيمة حزب كديما، تسيبي ليفني، التي تريد استكمال الحرب على الشعب الفلسطيني، وزعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، الذي لا يؤمن بوجود شريك فلسطيني، وخصوصاً أنه أعلن عدم التزامه بأي اتفاقيات مع الفلسطينيين، وأخيراً زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرلمان، الذي دعا لضرب السد العالي وتدمير مصر وطرد فلسطينيي 48». ودعا إلى ضرورة حدوث «تغيير في الواقع العربي اليوم لمواجهة التحديات الخطيرة على الشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها».
وشاطرت حركة «الجهاد الإسلامي» «حماس» رؤيتها، معلنة على لسان القيادي نافذ عزام أن «نتائج الانتخابات الإسرائيلية أظهرت جنوح المجتمع الإسرائيلي نحو مزيد من التطرف والتشدد». ورأى أن «تصريحات ليبرمان ونتنياهو دليل على وجود مرحلة جديدة صعبة في الصراع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي». والأهم أنه طالب الفلسطينيين «بمراجعة مواقفهم وعلاقاتهم الداخلية ومراجعة شاملة على الصعيد العربي».
وبالتوازي، وصف متحدث باسم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، نتائج الانتخابات الإسرائيلية بأنها «انحياز لمواصلة الاستيطان والاحتلال والعدوان والحروب الإقليمية». وطالب القيادة الرسمية الفلسطينية والنظام الرسمي العربي «بالإقلاع نهائياً عما يسمى بخيار المفاوضات الذي بات عبئاً أمنياً وسياسياً وثقافياً».
أما حركة «فتح»، فشددت على لسان المتحدث باسمها فهمي الزعارير على أن «النظام السياسي في إسرائيل لن يستقر ما دامت القيادة السياسية تبني استراتيجيتها على إدارة الاحتلال لا على جلائه ونهايته عن الأراضي المحتلة عام 1967، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره واستعادة حقوقه السياسية والوطنية». وأكد أن نتائج الانتخابات «تشير بوضوح إلى تعزيز نزعة التطرف والانحراف نحو اليمين الذي يتنكر كلياً لحقوق شعبنا الفلسطيني، واضمحلال لمعسكر اليسار نتاج التعبئة اليمينية المتطرفة في كل ما يتعلق بالشعب الفلسطيني وحقوقه والتنكر للعملية السلمية، وآفاق الحل السياسي القائم على مبدأ الدولتين».
في هذا الوقت، قال رئيس حكومة تسيير الأعمال، سلام فياض، إنه من دون «الدخول في شكل الحكومة الإسرائيلية وتركيبتها التي ستنجم عن انتخابات أمس (أول من أمس)، لدينا نحن الفلسطينيين توقعات وطلبات محددة، وهي: أن تكون مطالب المجتمع الدولي إزاء أي حكومة، بصرف النظر عن شكلها ومكوّناتها، هي مطالبنا نفسها». وأضاف فياض أنه «يجب اتخاذ خطوات عملية وملموسة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967. هذا يعني تحديداً استحقاقات لا بد من الوفاء بها فوراً»، موضحاً أن «هذا يشمل وقف الأنشطة الاستيطانية في كل المناطق، بما في ذلك القدس، وتغيير السلوك الأمني الإسرائيلي، والعودة إلى مواقع 28 أيلول من عام 2000. ورفع الحصار عن غزة».
وأكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تظهر أن عملية السلام ستدخل في حالة «شلل»، موضحاً أنه «لن تكون هناك حكومة إسرائيلية قادرة على تلبية متطلبات السلام الفلسطيني والعربي». وأضاف أنه على دول العالم «اعتبار أي حكومة إسرائيلية تنتج من الانتخابات ولا تلتزم باتفاقيات السلام الموقعة مع السلطة الفلسطينية والمفاوضات مع الجانب الفلسطيني، غير شريكة».