قُبيل تقديم مراجعة استراتيجية الحرب على الإرهاب في شبه القارة الهندية، قرّرت إدارة باراك أوباما إرسال تعزيزات إضافية إلى أفغانستان قوامها 17 ألف جندي إضافي، خطوة رحّبت بها كابول، لكنّها دعت إلى نشر تلك القوات على حدود المناطق القبلية الباكستانية، حيث يعتقد أنّ زعيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، يُقيم في إحدى قراها وليس في كهف بحسب ما كشفت دراسة أخيرة لعالم جغرافي.وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، محمد إسحق بايمان، «نرحب بإعلان نشر قوات أميركية إضافية». وأضاف «لكن لدينا شروطنا. نريد أن تُنشر هذه القوات في المناطق التي ستلعب فيها دوراً إيجابياً لمحاربة الإرهابيين، على طول الحدود في شرق وجنوب شرق البلاد وجنوبها». أما المتحدث باسم وزارة الخارجية، سلطان أحمد باهين، فرأى أنّ «وصول قوات إضافية سيضمن أمن الانتخابات الرئاسية التي ستُنظم في 20 آب».
وقد أجرى الرئيس الأفغاني، حميد قرضاي، وأوباما أول اتصال هاتفي بينهما منذ تولي الأخير مهماته الرئاسية. وأعلنت الرئاسة الأفغانية في بيان أنّ الرئيسين «بحثا التعاون الثنائي ومكافحة الإرهاب، ومراجعة الاستراتيجية، والانتخابات الرئاسية في أفغانستان، وتعزيز قوّات الأمن الأفغانية».
وكان الرئيس الأميركي قد أصدر بياناً أول من أمس قال فيه إنه «تلبية لاحتياجات عاجلة في مجال الأمن، وافقت على طلب وزير الدفاع، روبيرت غيتس، الذي طلب نشر لواء من البحرية في الربيع ولواء من جيش البرّ وقوّات دعم ضرورية هذا الصيف». وأضاف أنّ «انسحاب القوّات الأميركية من العراق الذي يعتزم القيام به سيعطيه المرونة اللازمة لتعزيز القوات المنتشرة في أفغانستان». ورأى أنّ «الخطر الآتي من باكستان المجاورة التي تُستخدم قاعدةً خلفية للمتمرّدين موضع قلق متزايد لدى الحكومة الأميركية».
من جهته، قال المتحدث باسم البنتاغون، براين ويتمان، إن لواء من المارينز يعدُّ نحو 8 آلاف جندي ولواء «سترايكر» (مدرّع) من سلاح البرّ يعدُّ ما بين 3500 إلى 4000 جندي. وعديد قوّة الدعم ستعدُّ نحو 5 آلاف جندي، وسيوقع أمر مهمتها بعد وقت قصير.
في غضون ذلك، رجّحت دراسة لفريق من الباحثين في كاليفورنيا أن يكون بن لادن مختبئاً في ملجأ محصن ببلدة متاخمة للحدود الباكستانية، استناداً إلى نظرية الاختفاء العلمية. وذكرت صحيفة «يو إس توداي» أن الدراسة التي أعدّها فريق يقوده العالم الجغرافي، توماس غيليسبي، بناءً على صور التقطتها الأقمار الاصطناعية، تفيد بأن بن لادن قد يكون في واحدة من ثلاثة مجمعات في مدينة باراشينار على مسافة 12 ميلاً من الحدود الباكستانية.
(أ ب، يو بي أي، أ ف ب)