خفض رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جون كيري، أمس، من آمال تحسّن سريع في العلاقات السورية ــ الأميركية، رغم الانفتاح الظاهر من جانب إدارة الرئيس باراك أوباما، تجاه دمشق.وقال كيري، خلال زيارته مستوطنة سديروت في جنوب فلسطين المحتلة، أنْ «لا أحد يأخذ الكلام على محمل الجدّ، فالتجربة علّمتنا أنّ الأفعال هي التي تتكلّم، وخصوصاً في هذا الجزء الحساس من العالم».
وتابع كيري، الذي يزور دمشق غداً السبت، أنّه «سيكون على سوريا القيام بعدد من الخطوات أبرزها وقف دعم حماس وحزب الله» لتعيد واشنطن كامل علاقاتها معها. كما اشترط أن «تحترم سوريا نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة، وتنسّق مع واشنطن في سياستها تجاه العراق وإيران، وتدفع قدماً مفاوضات السلام مع إسرائيل». وكانت صحيفة «الوطن» السورية قد استبقت تصريحات كيري، فنصحت «من ينوي زيارة دمشق» (في إشارة إلى كيري)، بـ «عدم تكبد عناء السفر إلى دمشق إن كانوا ينوون الدفاع عن مواقف إسرائيلية الإلهام».
وجاء في افتتاحية الصحيفة في عددها الصادر أمس، «إذا كان الوفدان الأميركيان القادمان يوم السبت المقبل، لديهما التصور ذاته والمطالب ذاتها، فربما من الأفضل لهما عدم تكبد عناء السفر إلى دمشق، لأنهما بكل تأكيد لن يجدا في سوريا من يسمع لإملاءات أميركية، وخاصة إذا كانت إسرائيلية الإلهام».
كما ردّت الصحيفة على تصريحات السيناتور الأميركي، بنيامين كاردن، الذي زار العاصمة السورية أول من أمس، حين طالب سوريا بـ «التوقف عن تقديم الدعم إلى منظمات إرهابية كحركة حماس ومنظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينيتين وبقطع علاقاتها بإيران».
ووصفت «الوطن» تصريحات كاردن بأنها «بعيدة عن الواقع العربي والعالمي والأميركي، وقريبة جداً من المنطق والأجندة الإسرائيلية».
إلى ذلك، علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، غوردن دوغويد، على فحوى مقابلة الرئيس بشار الأسد مع صحيفة «الغارديان» البريطانية أول من أمس، قائلاً إنّ سوريا «تستطيع تأدية دور إيجابي في الشرق الأوسط من خلال المساعدة على جلب السلام والاستقرار إلى هذه المنطقة، وهي تدرك ذلك». وأشار دوغويد إلى أنّ «الأشخاص الذين يراجعون السياسة الأميركية تجاه دمشق، قرأوا المقال، لكننا لم ننه مراجعته السياسية بعد، وبالتالي ليس لدي تعليق رسمي على هذه التصريحات».
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)