أحدثت الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي باراك أوباما ثورة من حيث التنظيم والتحفيز وحشد القواعد الشعبية واستخدام التكنولوجيا. وقد كتبت مجلة «ويكلي ستاندرك» الأسبوع الماضي تقريراً عن «جيش أوباما من جماعات الضغط». وقالت إنّ حملته الانتخابية صنعت واحدة من أكبر منظمات جماعات الضغط وأكثرها تعقيداً في التاريخ. وأوضحت أن «الكثير يعتقد أن المرحلة الانتقالية انتهت الأسبوع الماضي على الجهة الغربية للكابيتول هيل، حيث أدّى الرئيس اليمين الدستورية. لكن، لا يزال أوباما ومهندس حملته الانتخابية، دايفيد بالوف، يتابعان جهود حشد القواعد الشعبية، لتحقيق «المنبر الممتاز» كي تتوحّد ملايين الأصوات معاً لمساعدة الرئيس عبر تشكيل جبهة ضغط من المحامين».وأشارت المجلة إلى أنّ «مؤيدي أوباما وضعوا استمرارية لا سابق لها للماكينة الانتخابية، ليعطوا بذلك معنىً جديداً لما يسمى «حملة دائمة». وبدلاً من نقل الجهاز السياسي إلى الهياكل التقليدية، كاللجنة الديموقراطية الوطنية أو المكتب البيضاوي للشؤون السياسية، سيحوّل أوباما العديد من العمليات الموثوق بها إلى منظمة جديدة».
وتتحدث المجلة عن «منظمة من أجل أميركا» أو «أوباما 2.0»، كوسيلة من أجل تسخير طاقات القواعد الشعبية. وبما أنّها ليست «حملة سياسية» بالمعنى التقليدي، تقول إن «المنظمة بدأت بـ 13 مليون عنوان بريد إلكتروني، و4 ملايين موزع، وأكثر من مليوني متطوع ناشط». وقد نُشرت تقارير تُفيد بأنّ المجموعة الجديدة يمكن أن يكون لها موازنة سنوية تقدّر بأكثر من 75 مليون دولار.
ونقلت «ويكلي ستاندرك» عن أحد الجمهوريين قوله «إنه أمر مبهر وذكي جداً، يُبقي دوائرك الانتخابية المركزية معبّأة ومطّلعة، وتخلق جبهة عمل من أجل إعادة الانتخاب». وتعتبر أنّ تجربة «أوباما 2.0» تختلف هيكلياً عن أي محاولات سابقة. فهي تتمحور حول «شخص» لا حول «حزب»، ما يجعلها أكثر مرونة، وتُبعد أوباما عن المفاعيل السلبية لحزبه وتزيد حظوته بين الناخبين المستقلين، وحتى الجمهوريين.
في المقابل، تعرض المجلة مخاطر هذه الاستراتيجية التي «يمكن أن تضع ضغوطاً على أعضاء الكونغرس، الذين لا يرحّبون بفكرة استهدافهم من قبل شبكة أوباما السياسية في عقر دارهم». وتختم المجلة بالقول إنّ جزءاً من نجاح أوباما يعود إلى وعده بإنهاء تأثير جماعات الضغط، وتجد من السخرية أن يعود ليوظف جيشاً من جماعات الضغط الخاصة به.
(الأخبار)