تزايدت حدة التوتر بين الهند وباكستان أمس بعدما اتهمت نيودلهي «عناصر باكستانيين» بتنفيذ اعتداءات مومباي التي استمرت ثلاثة أيام وخلّفت أكثر من 200 قتيل، بينهم ستة أميركيين.في هذا الوقت، عقد الرئيس الأميركي جورج بوش اجتماعاً في قاعة الأزمات في البيت الأبيض بشأن هذه الهجمات، قرر على أثره إيفاد وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إلى نيودلهي لإبداء «التضامن».
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، أمس، إن «أجهزة الاستخبارات (الأميركية) لا تزال تعمل على تقويم كل جوانب الهجمات». وأضافت أن الولايات المتحدة لا تملك أي سبب يجعلها تشكك في تأكيدات الحكومة الباكستانية أنها غير ضالعة فيها، كذلك «ليس لديّ أي سبب حتى الآن لعدم الثقة» بأن الباكستانيين سيُجرون تحقيقاً شاملاً في القضية. وكان البيت الأبيض قد تحدث عن إرسال رايس إلى الهند غداً لإبداء «تضامنها مع البلاد في معركتها مع المتشددين». ودعت رايس إسلام آباد إلى التعاون بصورة «تامة ومطلقة وكاملة» مع الحكومة الهندية. وقالت، في لندن: «أعتقد أنه سيكون هناك تعاون على مستوى قوات الأمن، وكذلك تعاون على مستوى أجهزة الاستخبارات للذهاب إلى جوهر الأمور». وعن زيارتها لنيودلهي، أوضحت رايس «أن الرئيس طلب مني القيام بذلك للتعبير عن تعاطفنا وتضامننا مع الشعب الهندي». ومن ناحيتها، اتهمت الهند رسمياً «عناصر» في باكستان بأنهم وراء الهجمات في مومباي، وطالبت إسلام آباد بـ«تحرك قوي». وجاء في بيان لوزارة الخارجية الهندية أنّ «السفير الباكستاني لدى نيودلهي، شهيد مالك، استُدعي إلى وزارة الخارجية وأُبلِغ أن الهجوم الإرهابي الأخير على مومباي نفذه عناصر من باكستان». في المقابل، نفى المتحدث لدى المفوضية الباكستانية في نيودلهي، شاه زمان خان، استدعاء السفير، مشيراً إلى «اجتماع دوري مخطط له سلفاً». وفي السياق، قال متحدث باسم رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، إنه استدعى زعماء سياسيين لوضع «سياسة توافقية وطنية» بشأن الهند. وقالت صحيفة «فاينانشال تايمز» إن الرئيس الباكستاني، آصف زرداري، ناشد الهند عدم معاقبة بلاده على هجوم مومباي، قائلاً إن «المتشددين لديهم القدرة على التعجيل باندلاع حرب في المنطقة». وأضاف زرداري أن باكستان أيضاً تحارب منظمة «عسكر طيبة» المتهمة بالضلوع في الهجمات.
إلى ذلك، عرض رئيس حكومة ولاية مهاراشترا الهندية (غرب)، فيلاسراو ديشموخ، استقالته بسبب الهجمات على عاصمة الولاية مومباي.
(أ ف ب، أ ب، رويترز)