يبدو أن الجهود الأميركية لحل الأزمة الحالية بين الهند وباكستان، تتجه نحو تحميل تنظيم «القاعدة» المسؤولية، باعتباره العدو المشترك الذي سيمكّن كلا البلدين من حفظ ماء الوجه، في مواجهة الضغوط الداخلية والخارجيةحثت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، بعيد وصولها أمس إلى الهند، باكستان التي ستتوجه إليها اليوم، على التعاون «تعاوناً كاملاً وبشفافية» مع الهند في التحقيق بشأن اعتداءات بومباي التي تنسبها واشنطن ونيودلهي إلى جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية، في وقت رفض فيه الرئيس الباكستاني اصف زرداري، ضمناً، تسليم المشتبه بهم الذين تطالب بهم الجارة اللدودة.
وأعلنت رايس، للصحافيين، أن «هذا هو الوقت الذي يتعين فيه على الجميع التعاون بشفافية، وهذا هو بالتحديد الوقت المناسب لتقوم باكستان بذلك». ورفضت «الاستعجال للخروج باستنتاجات وتحديد من هو المسؤول». ورأت أن الاعتداءات «من نوع الإرهاب الذي يشارك فيه القاعدة».
وتأتي الزيارة، التي أعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية أنها تهدف إلى الضغط على الهند وباكستان لتتعاونا وتتبادلا المعلومات، في وقت اتهم فيه مدير الاستخبارات الأميركية مايك ماكونيل، جماعة عسكر الطيبة الإسلامية، المتمركزة في باكستان والناشطة في إقليم كشمير، بأنها وراء الاعتداءات.
وكان مصدر حكومي هندي، قد رفض الكشف عن هويته، قال لوكالة «فرانس برس»، إن الهند ستقدم إلى رايس «أدلة» تؤكد ضلوع باكستان بالاعتداءات. وأضاف «سنظهر تسجيلات لمحادثات هاتفية عبر الأقمار الاصطناعية، تظهر صلة بين الإرهابيين وقادتهم الباكستانيين»، موجهاً إصبع الاتهام إلى مجموعة «عسكر طيبة».
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الشرطة الهندية تعتقد أنها كشفت هوية العقل المدبر للهجمات، وهو يوسف موزاميل، قائد العمليات في «عسكر طيبة»، وذلك بعد استجواب المهاجم الوحيد الذي ظل على قيد الحياة.
وكانت الهند قد استدعت السفير الباكستاني في وقت سابق من هذا الأسبوع وسلمته لائحة من 20 اسماً مشتبهاً بعلاقتهم بهجمات بومباي، وطالبت باكستان بأن تسلمهم، وهو ما رد عليه زرداري بالرفض.
ونفى زرداري، في مقابلة مع برنامج لاري كينغ على شبكة «سي ان ان»، أول من أمس، بشدة أي ضلوع لبلاده في هجمات بومباي، مؤكداً أن باكستان ترغب في محاكمة المشتبه بهم الذين تطالب بهم الهند على أراضيها. ورأى أن «المسلحين كائناً من كانوا هم بلا جنسية». واتهمهم بأنهم «يحتجزون العالم بأكمله».
وأشار زرداري، الذي يشكك في أن المسلح الناجي الوحيد من هجمات بومباي المحتجز هو باكستاني، إلى أن نيوديلهي «لم تقدم إلينا أي دليل ملموس يؤكد أنه باكستاني. وأستطيع أن أطمئن العالم، إلى أنه من ناحيتي ومن ناحية جيشي ومن ناحية برلماني ومن ناحية شعب باكستان، لا نساعد في أي عمل من هذا النوع».
وفي السياق، عثرت الشرطة الهندية أمس، خلال تفتيشها محطة شهاتراباتي شيفاجي للقطارات في بومباي، على متفجرات مخبأة في حقيبة، خلّفها المسلحون الذين هاجموا المدينة الأسبوع الماضي، وقد تمكنت من إبطالها. وأعلن رئيس مكافحة الإرهاب كاي بي راغهوفاشي أن الوضع «تحت السيطرة».
ويأتي هذا الإعلان في وقت تواجه فيه الحكومة الهندية موجة من الانتقادات على خلفية الفشل الاستخباري في استباق الاعتداءات، والتأخر بإيجاد القنبلة في المحطة، التي مضى أسبوع على إعلان السلطات أنها آمنة.
(ا ف ب، رويترز، ا ب)