الكنيسة تدخل على خطّ التهدئةعلى الرغم من استمرار المواجهات بين الشبّان اليونانيين والشرطة، يبدو أن موجة الاضطرابات التي تهز اليونان، إثر مقتل فتى في الخامسة عشرة من عمره على يد قوات الأمن، تتجه نحو الانحسار. واندلعت أمس مواجهات محدودة بين شبان وعناصر من الشرطة في أثينا، أمام سجن كوردالوس الذي نقل إليه الضابطان اللذان أمرت المحكمة، أول من أمس، باعتقالهما لدورهما في مقتل الفتى. ووقعت المواجهات عندما احتشد متظاهرون أمام السجن وبدأوا بإلقاء مقذوفات مختلفة على قوات الشرطة.
كذلك استمرت المواجهات في محيط مدرسة البوليتكنيك في أثينا، حيث ألقى نحو أربعين شاباً الحجارة على قوات مكافحة الشغب التي ردت باستخدام الغاز المسيّل للدموع لتفريقهم، وتم توقيف ثلاثة أشخاص. وأشار مصدر في الشرطة إلى أنه بالإضافة إلى مدرسة البوليتكنيك، يوجد خمس عشرة مؤسسة جامعية ومئة مدرسة في أثينا وسالونيكي، لا تزال محتلّة من قبل المحتجّين منذ بداية الأسبوع.
وتوسعت رقعة المواجهات خلال اليومين الماضيين إلى خارج اليونان، إذ تعرضت السفارات اليونانية في العديد من العواصم الأوروبية لهجمات متفرقة قام بها شبان مؤيدون لتظاهرات المعارضة.
وفي محاولة لامتصاص النقمة الشعبية على الشرطة والحكومة نتيجة الأسلوب المستخدم في معالجة الأزمة ونتيجة الأضرار الكبيرة، عبّر رئيس الوزراء اليوناني، كوستاس كرمنليس، عن «عزمه على تعزيز شعور الاستقرار العام ودعم المتاجر التي تعرّضت لأضرار». كذلك أعلن سلسلة من التدابير، للتعويض عن مئات الشركات التي تضررت، ومن بينها دفع مبلغ عشرة آلاف يورو لكل شركة صغيرة ومتوسطة. وكان اتحاد التجارة اليوناني قد قدر الأضرار، التي أصيب بها ما يقارب 565 شركة ومحلاً تجارياً، بنحو 200 مليون يورو.
وانضمت أمس الكنيسة اليونانية، إلى السلطة في المحاولات الرامية إلى تخفيف حدة التوتر. وقال رئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية في اليونان، المطران ليرونيموس، «هذه مأساة لا يمكن أن تحل من خلال حرق وتدمير ممتلكات الناس الذين هم أنفسهم يعانون من المشاكل».
بدوره، دعا زعيم المعارضة، جورج باباندريو، إلى إنهاء العنف الذي عصف بأكثر من عشر مدن يونانية.
إلى ذلك، وجّهت رسمياً تهمة القتل العمد واستخدام السلاح بصورة غير مشروعة إلى الشرطي أبامينونداس كوركونياس، الذي أطلق النار على الفتى وتم وضعه قيد التوقيف الاحترازي، فيما اتهم زميله، أسيليوس ساراليوتيس، الذي كان معه عند وقوع الحادث بالتواطؤ، ووضع أيضاً قيد التوقيف الاحترازي.
(ا ف ب، رويترز)