شرّع قصر لاسيل سان كلو خارج العاصمة الفرنسيّة أبوابه، أمس، أمام مؤتمر دول الجوار الأفغاني، الذي تحوّلت كواليسه إلى ساحة حرب فرنسيّة ــ إيرانيّة، أدت إلى مقاطعة رئيس الدبلوماسية الإيرانية، منوشهر متكياستضافت فرنسا، أمس، اجتماع وزراء خارجية دول جوار أفغانستان بمشاركة ممثّلين عن القوى العظمى، بهدف الحصول من هذه الدول على موقف بنّاء من أجل استقرار البلاد التي مزّقتها الحروب.
وأكّد مسؤولون فرنسيون أنّ المؤتمر يضع نصب عينيه هدفاً واحداً، وهو بحث العلاقات بين أفغانستان والدول الواقعة في محيطها الإقليمي. إذ توجه المؤتمر إلى الدول المجاورة، وعلى وجه الخصوص إيران وباكستان، لممارسة دور أكثر إيجابية في دعم جهود حكومة كابول لاستعادة السيطرة على أراضيها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إيرك شوفالييه، «إن الغاية من المؤتمر هي العمل معاً في ظل تعاون إقليمي على مسائل سياسية، وكيفية التعاطي مع التحديات الأمنية والاقتصادية».
غيّر أن المؤتمر تحوّل إلى ساحة تصفية حسابات بين فرنسا وإيران. إذ قاطعت طهران المؤتمر، على خلفية التوتّر الذي رافق التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن رفضه مصافحة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد.
وبناءً عليه، امتنع وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، عن الحضور إلى باريس، حيث كان من المقرّر أن يلتقي نظيره الفرنسي برنار كوشنير على مائدة عشاء، أول من أمس، رغم أن وزارة الخارجية الفرنسية كانت قد أكدت يوم الجمعة الماضي حضور متكي، إلا أنه لم يأت في نهاية المطاف. حتى إن طهران لم تتمثل بسفيرها لدى فرنسا في هذا الاجتماع.
وكانت طهران قد احتجت على تصريحات ساركوزي، واستدعت السفير الفرنسي برنار بوليتي، محذرةً إياه من «عواقب تكرار مثل هذه التصريحات الطائشة، من قبل مسؤولين فرنسيين، على العلاقات بين البلدين».
وقال نجاد، أول من أمس، إنه لا يولي أهمية كبيرة لانتقادات نظيره الفرنسي، التي رأى أنها تفتقد «الصدقية السياسية».
وكان مؤتمر دول الجوار، الذي عُقد بدعوة فرنسية، قد ضمّ إلى أفغانستان، باكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمنستان والصين، إضافةً إلى الهند وروسيا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة. وتمثّلت الأمم المتحدة بمبعوثها إلى أفغانستان كاي ايدي، فيما أوفد الاتحاد الأوروبي المنسّق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية خافيير سولانا، ومفوّضة العلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر.
وسبق لفرنسا أن استضافت في حزيران الماضي مؤتمراً لجمع أموال لأفغانستان. لكن هذه المرة حاول المسؤولون الفرنسيون التقليل من التفاؤل بشأن إمكانية إحراز تقدم سريع، ملمّحين إلى دخول الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما البيت الأبيض، في 20 كانون الثاني المقبل، وعزمه على زيادة عدد القوات في أفغانستان.
في هذه الأثناء، تحدث وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي عن «مستوى عال من الثقة بين قيادة أفغانستان وباكستان»، مشدداً على أنّ «هناك خريطة» طريق بين البلدين «لكن علينا إشراك لاعبين آخرين».
وتعليقاً على تصاعد اعتداءات حركة «طالبان»، رأى قرشي «أنها ردة فعل على الإجراءات الفاعلة التي تقوم بها الحكومة الباكستانية في الحزام القبلي».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)