استضافت البرازيل خلال اليومين الماضيين أربع قمم دفعة واحدة، قمة «مركوسور» التي تضمّها إلى الأرجنتين والباراغواي والأوروغواي وفنزويلا، التي لم تكتمل عضويتها بعد. وقمة أوناسور التي تشترك فيها جميع دول أميركا الجنوبية. وقمة ما يسمى «مجموعة ريو»، وهي هيئة اتصال وتنسيق بين 23 دولة من المنطقة، وأخيراً قمة أميركا اللاتينية وبحر الكاريبي الجديدة.نجح الرئيس البرازيلي، لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا، في توظيف حجم بلاده كأول دولة أميركية لاتينية بمساحتها وعدد سكانها وحجم اقتصادها لإنجاح الاجتماع، الذي يجري للمرة الأولى وضم 29 رئيس دولة في كوستا دي ساويبي، وهو منتجع سياحي خلاب على ساحل سالفادور دي باهيا.
نحو مئتي سنة بعد صياغة «عقيدة مونرو» ـــ أميركا للأميركيين ـــ الموجّهة إلى الأوروبيين، يرمز هذا الاجتماع إلى مسار أخذت تسلكه أميركا اللاتينية وتوسّع تدريجاً طوال العقد المنصرم، وصولاً إلى هذه القمة.
بالنسبة إلى قمة «مركوسور»، فشل الاجتماع في بتّ رفع الحواجز الجمركية داخل المجموعة، وخصوصاً أن هذه الموارد الجمركية تشكل جزءاً مهماً من موارد دولة الباراغواي التي لن تتخلى عنها من دون تعويضات موازية. في المقابل، أقرّت القمة صندوق دعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، قبل أن تنتقل رئاسة المجموعة خلال الستة أشهر المقبلة إلى الباراغواي. على صعيد «الأوناسور»، تقرر شراء كل صادرات بوليفيا، التي تأثرت بقرار الولايات المتحدة عدم تجديد التسهيلات الجمركية بعد طرد السفير الأميركي. والإنجاز كان إقرار مجلس مشترك للدفاع بعدما رفعت كولومبيا تحفّظاتها. في اجتماع «مجموعة ريو»، الحدث كان دخول كوبا من الباب الكبير قبل أسبوعين على الذكرى الـ50 لانتصار الثورة. وقد تمثلت برئيسها، راوول كاسترو، الذي جدد استعداده للتحاور «إذا شاء باراك أوباما التحاور». وجلس إلى جانبه الرئيس، هوغو تشافيز، الذي التزم، على غير العادة، وقته في الكلام، معلّقاً أنه «بدخول كوبا، اكتمل الفريق».
وفي البيان الصادر عن اجتماع «قمة أميركا اللاتينية والكاريبي»، التي دعيت لتلمّس معالم موقف مشترك من الأزمة الاقتصادية العالمية، بقيت الفقرة التي تطالب برفع الحصار عن كوبا واجهة إجماع الحاضرين. ويشكل عقد الاجتماع في هذا الظرف بالذات رسالة قوية برسم الرئيس باراك أوباما قبل شهر من تسلّمه مهماته.
(الأخبار)