من المرجّح أن تواجه هيلاري كلينتون، حرجاً قد يؤثّر في إدارتها وزارة الخارجية، نتيجة الخوف من تضارب مصالح بين الملفات التي ستعالجها والجهات المانحة لمؤسسة زوجها بيل كلينتونأظهرت قائمة المتبرعين، التي نشرتها مؤسسة كلينتون تنفيذاً للاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع الرئيس المنتخب باراك اوباما، إلى أي مدى تعتمد هذه المؤسسة على الدول الأجنبية، وخصوصاً دول الشرق الأوسط الغنية بالنفط، في جمع تبرعاتها.
وتبيّن من القائمة، التي لم تحدد المبالغ الممنوحة تحديداً دقيقاً واكتفت بتصنيفها ضمن فئات تبعاً لحجم المساهمات، أن المبالغ التي تبرعت بها دول أجنبية ومنظمات ممولة من هذه الدول، راوحت بين 75 و165 مليون دولار من أصل 500 مليون دولار استطاعت المؤسسة أن تجمعها منذ تأسيسها في عام 1997.
واحتلت السعودية المرتبة الأولى بين الدول، إذ أظهرت اللائحة تبرع أحد عشر مانحاً، بمبالغ تراوح ما بين 10 ملايين و25 مليوناً، في مقدمتهم السعودية ومؤسسة «بيل وميليندا غيتس»، وبرنامج الحكومة الأوسترالية للمساعدة في الخارج، ووكالة حكومة الدومنيكان لمكافحة مرض الإيدز.
كذلك ضمت اللائحة بعض الشخصيات والشركات المثيرة للجدل. كتبرع رجل الأعمال فرانك غيسترا بمبلغ راوح بين 10 ملايين و25 مليون دولار. وتبرعات شركات البناء والهندسة والمتاجر التابعة لرجل الأعمال، كيم سيونغ، الذي سجن بعد اتهامه بالفساد. هذا فضلاً عن تبرعين بقيمة 25 ألف دولار من صاحب شركة التعدين الروسية، اندري اغابوف، الذي اشتبه في تعامله مع الشرطة السرية الروسية في عهد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، وشركة «بلاكووتر»، كبرى الشركات الأمنية الخاصة العاملة في العراق.
وشملت اللائحة هدايا من الشركات التي تضررت في الانهيار الاقتصادي الحالي، مثل «ليمان برازر»، و«سيتي جروب»، و«فريدي ماك»، و«جنرال موتورز». ومن المساهمين أيضاً، حكومات كل من الكويت وقطر وعُمان وبروناي، إضافةً إلى عدد كبير من رجال الأعمال، والمال والإعلام. وتبرع هؤلاء جميعاً بمبالغ تراوح بين مليون دولار وخمسة ملايين.
وفي السياق، قلّل المسؤولون في الفريق الانتقالي لباراك أوباما من احتمال أن يؤثر الكشف عن الأسماء في حظوظ هيلاري في تولي منصب وزيرة الخارجية. وقال المتحدث باسم الفريق، تومي فييتور، إن «التبرعات السابقة لمؤسسة بيل كلينتون لا علاقة لها بالسناتور كلينتون». وأشار إلى أن «الكشف عن الجهات المانحة سيكون على أساس سنوي في المستقبل»، موضحاً أن «الهبات الجديدة التي ستقدمها الحكومات الأجنبية سيدقّق فيها ضباط أخلاق».
(الأخبار)