طهران ــ محمد شمصلم يخف الإيرانيون ارتياحهم لفوز المرشّح الديموقراطي باراك اوباما، برئاسة الولايات المتحدة، العدو اللدود لبلادهم. لكنه ارتياح رافقه تحذير شديد اللهجة وجّهته قيادة أركان القوات المسلّحة الايرانية الى القوات الاميركية الموجودة في العراق، من أن أي اعتداء أو انتهاك للأجواء الايرانية في المناطق الحدودية، حتى لو كان غير مقصود، سيواجه برد فعل قوي من قوات الجيش والحرس الثوري. وأوضح بيان قيادة الأركان الايرانيّة أن هذا التحذير جاء على خلفية تحليق مروحيات أميركية أخيراً قرب الحدود العراقية ـــــ الايرانية، وأنه «نظراً لوجود منعطفات في طبيعة هذه الحدود الطويلة، قد تتجاوز المروحيات الأميركية الأجواء الايرانية، وعندئذ ستواجه برد فعل من منظومات إيران الدفاعية».
وكان قائد قوات البحريّة في حلف الأطلسي، مايوريزيو جميناني، قد استخف بإمكانات إيران العسكرية، ولا سيما البحرية، وقدرتها على إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، معتبراً تهديدات المسؤولين الايرانيين في هذا الخصوص محض خيال.
تصريح دفع معاون قيادة الاركان الايرانيّة، اللواء مسعود الجزائري، إلى الرد بالقول «إن سعينا الأساس عدم إغلاق أي من معابر المياه الدولية بما فيها مضيق هرمز. لكن إذا استجدت الظروف وترافقت مع اعتداء اجنبي، فإن الجمهورية الاسلامية قادرة ببساطة على إغلاق مضيق هرمز». وأوضح الجزائري، لوكالة «مهر» للأنباء، أن هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة، «أرسلت تحذيراً الى القوات الاميركية في العراق بأن ينظموا خطوط طيرانهم بعيداً عن الحدود الايرانية، وفي غير هذه الحال فإن القوات المسلحة الايرانية سترد رداً حازماً وقاطعاً على أي اعتداء وانتهاك لأجواء» البلاد. وفي السياق، أعلن قائد قوات التعبئة (الباسيج)، حسين طالب، أن «قواته أصبحت جاهزة لدعم الجيش والحرس الثوري بالقوى والعناصر المدربة والمجهّزة»، مشيراً الى «بناء جيش العشرين مليوناً الذي بلغ عدد أفراده حتى الآن 11 مليون عنصر» . وفي المواقف من فوز أوباما في معركة الرئاسة الاميركية، لوحظ ارتياح شعبي وسياسي وسط الايرانيين، على خلفية مواقف المرشح الجمهوري جون ماكاين من قضية الحوار مع طهران. ورأى بعض المسؤولين الإيرانيين أن فوز أوباما «هو نتيجة فشل الجمهوريين والرئيس الاميركي الحالي جورج بوش في سياساته الخارجية».
وأعرب وزير الخارجية، منوشهر متكي، عن أمله «أن تتمكن الحكومة الاميركية الجديدة من تلبية مطالب شعبها بطريقة عملية بالابتعاد عن الأساليب الخاطئة التي انتهجها رجال الدولة الحاليون».
وقال المستشار الاعلامي للرئيس الايراني، علي اكبر جوانفكر، إن «أوباما بحاجة الى اعتماد المقاربة السلمية عوضاً عن نهج بوش العسكري وجعل الصداقة والعدالة والتعاون أساس السياسة الخارجية الأميركية». وأشار جوانفكر الى أن الأزمة الاقتصادية التي تشهدها الولايات المتحدة خصوصاً «تتطلب خفض نفقات الحكومة الاميركية» وقد يساعد على ذلك «رحيل القوات الاميركية من الشرق الاوسط». من ناحيته، رأى نائب رئيس مجلس الشورى، محمد حسن أبو ترابي فرد، أن تغيير السلوك الاميركي سيؤثر على علاقات واشنطن مع العالم الاسلامي وشعوب المنطقة.
أمّا النائب المحافظ، حميد رضا حجي بابائي، فقد أبلغ وكالة «فرانس برس» أنه «إذا نفّذ أوباما ما وعد به (فتح حوار مع إيران) فهذا سيضعف المتشدّدين في طهران والشعارات المتطرفة، والمتطرفون لن يجدوا من يؤيّدهم». وأضاف ان «هذا سيؤثر أيضاً على الملف النووي الايراني لأن الخط الأحمر للسلطة ليس النووي بل الأمن وبفتح حوار نضمن لها هذا الامن».