واشنطن ــ محمد سعيدانتخبت الولايات المتحدة منذ إعلان الاستقلال عام 1776، 44 رئيساً حتى اليوم. عدد من المرشحين الخاسرين اختفوا من الحياة السياسية إثر الهزيمة، وبعضهم بقي ناشطاً. وخسارة جون ماكاين ليست الأولى بالنسبة إليه، وبقي مصراً على تأكيد حضوره القوي. غير أنه نظراً لتقدمه في السن، يُرَجَّح أنه سيعتزل السياسة هذه المرة. وهنا نبذة عن أبرز المرشحين الرئاسيين الخاسرين في العقود الخمسة الأخيرة من تاريخ الولايات المتحدة.
ــ الديموقراطي هيوبرت همفري؛ كان نائباً للرئيس ليندون جونسون. فاز بترشيح حزبه للانتخابات عام 1968 بعد رفض جونسون خوض الانتخابات في أعقاب اغتيال روبرت كنيدي، الذي كان أقوى مرشحي الحزب. في حينها، كان منافسه هو الجمهوري ريتشارد نيكسون، وقد خسر الانتخابات لكنه لم يعتزل الحياة السياسة والعامة، فقد مارس التعليم وعاد مجدداً إلى مجلس الشيوخ عن ولايته مينيسوتا. وقد وافته المنية في عام 1978.
ــ باري غولدوتر، كان عضواً في مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا لخمس دورات منذ عام 1953، وفاز بترشيح حزبه الجمهوري لانتخابات عام 1964 في مواجهة جونسن. وكان غولدوتر من أهم رموز اليمين الجمهوري المحافظ. وكانت الصحافة الأميركية تطلق عليه اسم «السيد محافظ». ومعاداته الشديدة لأي ميول ليبرالية دفعت بجونسون إلى وصفه بالرجعي. وبعد خسارته للانتخابية، انتقل أنصاره إلى دعم رونالد ريغان الذي أصبح حاكماً لولاية كاليفورنيا في عام 1967، قبل وصوله إلى البيت الأبيض عام 1981.
ــ ريتشارد نيكسون، الذي ينظر إليه كأحد مثقفي الحزب الجمهوري الذي ألف العديد من الكتب، معظمها بعد استقالته من منصبه عام 1974 عقب فضيحة «ووترغيت». اشترك خمس مرات في المنافسة على ترشيح حزبه للانتخابات الرئاسية، وخسرها مرتين، إحداهما أمام منافسه الديموقراطي جون كنيدي في عام 1960، ليكسبها مجدداً في عام 1968 ضد همفري.
كان نيكسون من أهم الرؤساء الأميركيين، ففي عهده بدأ وضع اللمسات ما قبل الأخيرة على إنهاء حرب فيتنام، وإقامة العلاقات مع الصين الشعبية. ورغم فضيحة «ووترغيت»، بقي ناشطاً على صعيد الكتابة إلى أن توفي في عام 1994.
ــ جورج ماكغفرن، أحد أبرز ليبراليي الحزب الديموقراطي، خاض ضدّ نيكسون انتخابات الرئاسة عام 1972 التي خسرها. كان معارضاً جريئاً لحرب فيتنام. ولم تمنعه الخسارة من مواصلة حياته السياسيّة والعامة. وأبرز ما يُسَجَّل في رصيده دفاعه الشديد عن حق الشعوب في الأمن الغذائي ومحاربة الفقر والجوع. وحتى اليوم، لا يزال ناشطاً في الدفاع عن تسوية عادلة للصراع العربي ــ الإسرائيلي، وفي الدفاع عن القضايا العربية عموماً.
ــ جيرالد فورد، الذي أكمل العامين الأخيرين من ولاية نيكسون، حيث كان نائباً له بالتعيين، ولم يتمكن من الفوز بانتخابات عام 1976 في مواجهة منافسه الديموقراطي جيمي كارتر. بقي فاعلاً داخل حزبه الجمهوري إلى أن توفي عام 2006.
ــ جيمي كارتر، أحد ديموقراطيّي الجنوب الأميركي. فاز عام 1976 ليصبح الرئيس الـ39. بعد خسارته أمام رونالد ريغان في عام 1980، لم يتوقف عن المشاركة الحثيثة في الحياة السياسية داخل بلاده وخارجها. ثم أضفى على نشاطاته طابعاً إنسانياًَ من خلال «مركز كارتر»، حاملاً شعارات الدفاع عن المشاركة الديموقراطية وحقوق الإنسان.
ــ الديموقراطي والتر مونديل الذي كان نائباً لكارتر، خاض الانتخابات الرئاسية مرشحاً عن حزبه في عام 1981 ضد ريغان، وقد خسرها. وعيّنه الرئيس بيل كلينتون سفيراً لدى اليابان من 1993 إلى 1996، ولا يزال ناشطاً في الحياة السياسية والعامة.
ــ مايكل دوكاكيس، خسر الانتخابات الرئاسية في عام 1988 ضد جورج بوش الأب. ورغم أن حاكميته في ماستشوسيتس كانت الأطول في تاريخ الولاية، وبعد خسارته الانتخابات أصبح مقلّاً في الظهور في الحياة العامة.
ــ جورج بوش الأب؛ بعد خسارته الانتخابات ضدّ كلينتون في عام 1992، لم يغب عن النشاط السياسي في أوساط الجمهوريين. لكن سبب بقائه على الساحة الإعلامية خصوصاً، يعود إلى أنه والد كل من الرئيس بوش الابن، وحاكم ولاية فلوريدا جيب بوش.
ــ روبرت دول الذي خاض الانتخابات ممثلاً لحزبه الجمهوري ضدّ كلينتون عام 1996 وخسرها «بجدارة»، بقي ناشطاً داخل حزبه، فيما زوجته اليزابيث حصلت على مقعد في مجلس الشيوخ بدلاً منه، ما لبثت أن خسرته في انتخابات يوم الثلاثاء الماضي.
ــ ألبرت غور؛ بعد خسارته الانتخابات عن الحزب الديموقراطي في عام 2000 ضد بوش الابن، لم يغب مطلقاً عن النشاط الحزبي والإعلامي والسياسي، حتى إنه نال قبل أشهر جائزة نوبل للسلام تكريماً لنضاله في سبيل قضايا الدفاع عن البيئة.
ــ جون كيري، بعد خسارته انتخابات 2004 ضدّ بوش الابن، عاد إلى مجلس الشيوخ عن ولاية ماستشوسيتس، وسيتولى رئاسة لجنة العلاقات الخارجية فيه خلفاً لجوزيف بايدن الذي انتخب نائباً للرئيس. كما أن كيري مرشح فعلي لتولي منصب وزير خارجية الولايات المتحدة في إدارة أوباما.