بول الاشقررحبت «مجموعة ريو»، أول من أمس، بانتساب كوبا إليها. ووافق وزراء خارجية المجموعة بالإجماع على دخول الجزيرة عضواً كامل الحقوق خلال القمة التي عقدت في مدينة زاكاليتاس المكسيكية. وتحدثت الوثيقة الصادرة عن الاجتماع عن «اهتمام وتقييم إيجابي للجهود الكوبية في الحوار والاستشارة والتنسيق مع أعضاء المجموعة».
فخلال السنة الجارية، استعادت كوبا والمكسيك علاقتهما الدبلوماسية ما سهل عملية الانتساب، التي مهّدت لها أيضاً عودة التفاوض بين كوبا والمجموعة الأوروبية، إضافة إلى التغييرات الحاصلة داخل الجزيرة نفسها. وتجدر الإشارة إلى أن «مجموعة ريو»، المؤلفة من 19 دولة أميركية لاتنية، هي توسيع لمجموعة «كونتادورا» المؤلفة من المكسيك وبنما وكولومبيا وفنزويلا، والتي توسطت في الثمانينيات في الصراعات العسكرية التي كانت تمزق أكثرية دول أميركا الوسطى. وخلال حفل تنصيب رئيس البيرو الشاب آلان غارسيا عام 1985 ـــــ وهو الرئيس الحالي ـــــ قررت «مجموعة دعم كونتادورا»، المؤلفة من البرازيل والأرجنتين والبيرو والأوروغواي، توحيد الجهود، وحملت المجموعة الجديدة اسم «مجموعة الثماني» بعد البيان المشترك الذي صدر عنها في قمة ريو دي جانيرو عام 1986. وعام 1990، صار الاسم الرسمي «مجموعة ريو، إطار دائم للتشاور والتنسيق السياسي في أميركا اللاتنية وبحر الكاريبي»، وبدأت تنتسب إليها دول أميركا الوسطى فيما تتناوب دول الكاريبي لتمثيل «الكاريكوم». وكوبا هي ثاني دولة بعد الجمهورية الدومينيكية تنتسب مباشرة إلى المجموعة.
وقامت «مجموعة ريو»، التي لا تشارك فيها الولايات المتحدة، بدور حاسم هذه السنة في إنهاء الصراع بين كولومبيا والإكوادور، الذي كاد أن يتحول إلى صراع عسكري بعد الغارة التي نفذتها كولومبيا على الأراضي الإكوادورية بداية آذار الماضي، والتي أدت إلى مقتل راوول ريّس، أحد زعماء «الفارك». وقد نوّه آنذاك فيديل كاسترو في مقال بدور المجموعة التي انتسب إليها بلده الآن.
ويؤمن الانتساب لكوبا منبراً ثانياً غير الأمم المتحدة لإيصال صوتها. وطلبت المجموعة، في بيانها الختامي أمس، من أعضائها المشاركين في «مجموعة العشرين»، أي البرازيل والمكسيك والأرجنتين، الضغط «لئلا تتحول الأزمة المالية إلى تقليص في التسليفات قد يخنق الاقتصادات الصغيرة».
ويصادف دخول كوبا إلى «مجموعة ريو» مع وصول باراك أوباما إلى سدّة الرئاسة في الولايات المتحدة، حيث ينتظر أن يقوم بتعديلات غير معروف مداها في وضعية الحصار المفروض على الجزيرة، بالتزامن مع سعي رؤساء دول أميركا اللاتينية لإثارة مسألة الحصار في كل مداخلاتهم كما يتبيّن من الخطب المتتالية للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.