لندن ــ الأخبارعادت قضيّة وفاة رجل الأعمال المصري، أشرف مروان، إلى العلن، بعدما كلفت سلطات الأمن البريطانية فريق محقّقين جديداً من «سكوتلانديارد» الكشف عن غموض ملابسات القضية.
وكان أشرف مروان، صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والمستشار الأمني والسياسي لخلفه الراحل أنور السادات، قد توفي في 27 حزيران 2007 إثر سقوطه من شقته في حي مي فير الراقي وسط لندن، التي انتقل إلى العيش فيها عام 1981 بعد اغتيال السادات.
وذكرت صحيفة «أوبزيرفر» البريطانية، أمس، أن التحقيق مجدداً في الوفاة الغامضة للملياردير المصري، جاء بعدما اشتكى أفراد من عائلته من اختفاء دليل أساسي، إذ تبين أن الحذاء الذي كان يرتديه حين سقط من شقته في الطابق الخامس لم يعثر عليه فريق التحقيق السابق، الأمر الذي يعمّق الشكوك المحيطة بظروف وفاته.
وأوضحت الصحيفة أن «الحذاء الذي كان ينتعله مروان قبل وفاته يعدّ دليلاً بالغ الأهمية في التحقيق لأنه يفترض أن يحمل آثار تربة أو دهان إذا كان قد أقدم على الانتحار، إذ يتعين عليه أن يقف على حوض زرع ويصعد فوق جهاز تكييف للقفز من فوق السياج المحيط بشرفة منزله البالغ ارتفاعها نحو متر، كما كان يعاني مرضاً عصبياً يؤثّر فى قدمه وكان لا يقوى على دخول الحمام من دون مساعدة».
وأشارت الصحيفة، في تقريرها عشية الذكرى الـ35 لحرب تشرين الأول 1973، إلى أن معلقين إسرائيليين زعموا بأن مروان قُتل على يد عملاء الاستخبارات المصرية بعد الكشف عن أنه كان عميلاً بالغ الأهمية لـ«الموساد» قبل اندلاع تلك الحرب، فيما اتهم المعلقون المصريون «الموساد» بقتله لأنه كان ينوي إصدار كتاب يفضح فيه أسرار إسرائيل.
وكان الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إيلي زعيرا، قد قال قبل أسابيع قليلة من وفاة أشرف مروان إنه كان مخبراً مهماً لديه قبل اندلاع حرب تشرين الأول، كما أكد مصدر مطّلع على التحقيق أن منى، أرملة أشرف مروان، أبلغت الشرطة أنه حذّرها ثلاث مرات من قبل من أنه قد يتعرّض للاغتيال.
وقالت الصحيفة إن مؤرّخين وصفوا مروان بأنه «أسوأ جاسوس شائن في الشرق الأوسط وعمل بشكل وثيق مع وكالات استخبارات، بينها جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وجهاز الاستخبارات السوفياتي (كي جي بي)».
وأضافت إن عائلة أشرف مروان أكدت أن النسخة الوحيدة لمذكرات الأخير شبه الكاملة اختفت من شقته يوم وفاته. كما أبلغ شاهد عيان الشرطة البريطانية أنه شاهد رجلين، ملامحهما شرق أوسطية، يحدّقان من إحدى الشرفات إلى جثة مروان بعد سقوطه.