اقترح جمعهم في منتجع على أعلى قمة
برلين ـ غسان أبو حمد
في خطوة سياسية غير مسبوقة، طرح رئيس حزب الأحرار النمساوي، يورغ هايدر، المعروف بميوله اليمينية المتطرّفة وعدائه للأجانب، حلّاً غريباً لمعالجة قضية اللجوء إلى النمسا وتالياً إلى أوروبا.
تقضي الخطة ببناء منتجع على أعلى قمة في جبال النمسا (1500 متر) لإقامة اللاجئين الأجانب «حيث يكون بإمكانهم التعامل اليومي فيما بينهم وممارسة تقاليدهم وعاداتهم وطقوسهم الدينية كما لو كانوا في أوطانهم».
واعتبر هايدر، في حديث إلى صحيفة «بيلد» الألمانية، أن «مشروعه يريح الجميع، المواطنين والأجانب بالتساوي. هو مريح للمواطنين الأوروبيين، ولا سيما لموظفي الدوائر الرسمية التي تعنى بشؤون اللاجئين... هكذا يزورهم أو يتفقّدهم الموظف الرسمي في منتجعهم، مرة كل أسبوعين، يتأكد من وجودهم، ويلبّي طلباتهم، بما في ذلك حصولهم على المساعدات. وهو مريح للاجئين الأجانب، إذ لا يحتاجون إلى الذهاب دورياً وتكراراً إلى الدوائر الرسمية في العاصمة لترتيب أوضاع لجوئهم والحصول على المساعدات».
ويبدو أن مشروع هايدر لاقى استحساناً فورياً لدى بعض المسؤولين الرسميين في النمسا وألمانيا. إذ يرى المسؤول الإداري عن شؤون اللاجئين في مقاطعة «كيرنتن» النمساوية، غيرنوت شتاينر، في حديث لصحيفة «أوستيرايش»، أنه «مشروع ناجح، يتيح للأجانب التمتع بجمال الطبيعة في بلادنا كما يتيح للشرطة إمكان المراقبة بطريقة أفضل لمنع الجرائم وأعمال التهريب ومنع انتشار المخدرات والحد من الأمراض».
وسائل الإعلام الألمانية التقطت مشروع هايدر وذهبت في تحليلها إلى المقارنة بين هذا العداء الواضح للاجئين الأجانب والمخطط الأوروبي الرسمي الذي صدر أخيراً عن المفوضية الأوروبية، بعنوان «دليل شؤون الاندماج»، والذي يحمل في طيّاته تمييزاً لا يقل «صفاقة» عن مشروع هايدر. فهو يرسم عملية اندماج المهاجرين في المجتمعات الأوروبية كما لو كانت طريقاً في اتجّاه واحد فقط. ويلقي بالتالي تهمة «عدم الاندماج» على اللاجئين من دون التطرق إلى السياسة السلبية الرسمية تجاه المهاجرين، الذين بات عددهم أكثر من 40 مليوناً يقيمون حالياً في الاتحاد الأوروبي.
ويأتي التمييز الفاضح في السياسة الألمانية تجاه اللاجئين على المستوى «الطائفي أو الأقلّوي»، تحت عنوان «نصف اللاجئ» الذي بإمكانه العودة إلى دياره، و«اللاجئ الكامل» الذي لا يتمكن من العودة بسبب الطائفة أو المذهب أو العرق.