واشنطن ــ محمد سعيد9 أيام فقط وتنتهي التخمينات حول هوية السيد الجديد للبيت الأبيض. ومع انحسار الفارق الزمني الذي يفصل عن موعد الرابع من تشرين الثاني، ينحسر الفارق الذي تظهره استطلاعات الرأي بين المرشحين: باراك أوباما وجون ماكاين؛ فبعدما وصل إلى 14 نقطة لمصلحة الثاني في الأسبوع الماضي، لم يعد أوباما يتقدم منافسه الجمهوري، بحسب توقعات أمس، إلا بـ5 نقاط (45 في المئة في مقابل 44 في المئة).
في هذا الوقت، برز ما قد يقضي على آمال ماكاين ونائبته المحتملة سارا بالين نهائياً؛ إذ اندلعت نزاعات داخل فريق حملة الجمهوريين حول دور بالين التي تتهم مستشاري ماكاين بتحميلها سلفاً مسؤولية احتمال الفشل، حسبما ذكر موقع «بوليتيكو» الإلكتروني أول من أمس. ونقل الموقع عن أربع شخصيات جمهورية مقرّبة من بالين قولهم إنها «مستاءة جداً» من ملاحظات مستشاري الحملة الذين يتهمهم أنصارها بأنهم وراء سلسلة هفوات ارتكبتها خلال إطلالاتها الإعلامية. بالتزامن مع هذا التطوّر، دأب ماكاين على التخويف من احتمال سيطرة الديموقراطيين سيطرة تامة على السلطة في واشنطن. فبالرغم من تقليله الفارق مع أوباما، فإنّ معظم التحليلات والتقديرات باتت تشير إلى صعوبة كبيرة تقف أمام إمكان كسب الجمهوريين عدداً من ولايات الغرب الأميركي بما فيها نيو مكسيكو التي تعتبر من «الولايات الحمراء» التي تصوّت تقليدياً للجمهوريين. وطبقا لأكثر استطلاعات الرأي جدية، بات أوباما يضمن أن تصوّت له 16 ولاية، بينما يضمن ماكاين تقريباً تصويت 11 ولاية ويبقى هناك 23 ولاية ما زالت مواقفها متأرجحة بين المعسكرين. لكن بات من المرجّح بشدّة أن يحصد أوباما 375 صوتاً من أصوات الهيئة الانتخابية البالغ عددها 538 صوتاً في مقابل 163 فقط لماكاين. وأمام هذه الأنباء السيئة لماكاين، فقد لجأ إلى تخويف الناخبين من «سيطرة الديموقراطيين الكاملة وتحكّمهم بالسلطة»، وذلك بعدما باءت محاولات الجمهوريين جميعهاً بالفشل في الترويج إلى أن أوباما مسلم و«صديق للإرهابيين»، والتشكيك في جنسيته الأميركية، ثم وصفه بأنه اشتراكي وماركسي.
وفي السياق، حذّر ماكاين من أن وجود رئيس ديموقراطي في البيت الأبيض، إلى جانب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي والسيناتور هاري ريد كزعيم للأغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ، «سيمنح الديموقراطيين سلطة مطلقة لا رادع لها».